عام من حكم هيثم بن طارق.. جيش عمان يطلق "الصمود"
بالتزامن مع ذكرى تولي سلطان عمان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، الإثنين، انطلق بث إذاعة "الصمود" لقوات السلطان المسلحة.
ويأتي انطلاق إذاعة "الصمود " لتكون منبرا لأفراد القوات المسلحة العمانية ونافذة إعلامية عسكرية تسهم في الارتقاء بالخطاب الإعلامي ومحتوى الرسالة الإعلامية الوطنية.ويأتي انطلاق الإذاعة بعد شهر من موافقة السُّلطان هيثم بن طارق على إنشائها ، بالتزامن مع احتفال القوات المسلحة بعيدها يوم ١١ ديسمبر، تقديرًا منه للدورِ الوطني، الذي تضطلعُ به القواتُ المسلحة.
ويأتي انطلاق الإذاعة بالتزامن مع ذكرى تولي سلطان عمان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في 11 يناير الماضي، وقد حققت القوات المسلحة العمانية العديد من الإنجازات في مختلف الجوانب التنظيمية والتدريبية والتسليحية.
الافتتاح الرسمي
واحتفلت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة اليوم في معسكر المرتفعة بالافتتاح الرسمي لإذاعة " الصمود" تحت رعاية نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، الذي قام بإزاحة الستار التذكاري لإذاعة (الصمود)، وتفعيل التطبيق الإلكتروني الخاص بها، بحسب وكالة الأنباء العمانية.
وعبر أثير إذاعة الصمود ألقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع الكلمة الافتتاحية للإذاعة جاء فيها : " بسم الله وعلى بركة الله ، نفتتح إذاعة الصمود لقوات السلطان المسلحة، وبالله التوفيق ".
وأوضح شهاب بن طارق آل سعيد أن إذاعة ( الصمود ) لقوات السلطان المسلحة نافذة إعلامية عسكرية ذات أهداف وطنية سامية ورؤية إعلامية جسيمة تعمل جنبا إلى جنب مع وسائل الإعلام المحلية الأخرى بما يسهم في الارتقاء بالخطاب الإعلامي ومحتوى الرسالة الإعلامية الوطنية وبما يخدم التطلعات الوطنية النبيلة.
من جانبه قال الفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة إن إذاعة الصمود منبر لجميع منتسبي قوات السلطان المسلحة يعبر عن آرائهم وأفكارهم ويمثل مركز فكر لهم.
بدوره أوضح اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العماني أن إذاعة "الصمود" تبرز الدور الكبير والفعال الذي تقدمه القوات المسلحة في حفظ أمن الوطن وحماية مقدساته وصون مكتسباته والمساهمة في بناء الوطن وتعميره.
وكانت الجهاتُ المختصة في وزارةِ الدفاع شرعت في التخطيطِ والتحضيرِ لهذه الإذاعة، في إطار مواكبة أوجه التطورِ والتحديث الذي تشهده السلطنةُ في كافة المجالات، وبما يتماشى ورؤية عمان (2040)، وبما يتوافق مع مستجدَّات العصرِ في مجالِ الاتصالِ والإعلامِ وتقنيةِ المعلوماتِ وتكنولوجيا الاتصالات.
وجاء انطلاق البث الإذاعي الفعلي لإذاعة (الصمود)، بالحادي عشرَ مِن يناير، تيمّنا باليومِ الذي تولى فيه السلطان هيثم مقاليد الحُكم في البلاد.
القوات المسلحة في خطابات السلطان
ومنذ توليه مقاليد الحكم وتحظى القوات المسلحة العمانية باهتمام ورعاية خاصة من لدن السلطان هيثم بن طارق ويقدم كل سبل الدعم لها لتواصل أداء مهامها، لتكون الحصن الحصين والدرع المتين للسلطنة.
وحرص السلطان هيثم على التأكيد في كل خطاباته منذ توليه مقاليد الحكم على اهتمامه الخاص والراسخ على أهمية تطوير القوات المسلحة وتحديثها لترقى إلى الجيوش الحديثة تدريبًا وتسليحًا.
وفي أول خطاب له يوم تسلمه مقاليد الحكم يوم ١١ يناير الماضي، أشاد السلطان هيثم بدور القوات المسلحة في الانجازات التي تحققت في السلطنة، مشيرا إلى أن تلك الإنجازات ما كانت ستحقق "لولا ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في ربوع هذه البلاد الذي ما كان ليتحقق إلا بوجود قوات مسلحة جاهزة وعصرية ومعدة إعدادًا عاليًا بكل فروعها وقطاعاتها، وأجهزة أمنية ضمنت استقرار البلاد واحترام المواطنين فنحن نقدر دورها العظيم في ضمان منجزات ومكتسبات البلاد.
وفي خطابه الثاني ٢٣ فبراير /شباط الماضي، وجه السلطان هيثم كلمة شكر وتقدير للقوات المسلحة، قائلا:" نود أن نسجل بكل فخر واعتزاز كلمة ثناء وعرفان لجميع العاملين بقواتنا المسلحة الباسلة في القطاعات العسكرية والأمنية القائمين على حماية هذا الوطن العزيز والذود عن حياضه والدفاع عن مكتسباته".
وأكد "على رعايته لهم واهتمامه بهم لتبقى هذه القطاعات الحصن الحصين والدرع المكين في الذود عن كل شبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه"٠
وفي خطابه يوم ١٨ نوفمبر الماضي بمناسبة العيد الوطني الخمسين للسلطنة وجه سلطان عمان التحية للقوات المسلحة وأكد أنها ستلقى منه كل الرعاية.
وقال فيهذا الصدد :"نوجه شكرَنَا وتقديرَنا لجميع منتسبي قواتِنَا المسلحةِ الباسلةِ ، والأجهزةِ الأمنيةِ بفروعِها وتشكيلاتِها المختلفةِ ، مقدرينَ جهودَكم في الحفاظِ على سيادةِ الوطنِ وسلامةِ أراضيه والذودِ عن ترابِهِ الطاهِرِ ، في كلِّ شبرٍ منه ، مؤكدينَ على رعايتِنَا ، ودعـمِـنَــا لـكـم على الــــدوام".
تطوير متكامل
وتحرص السلطنة على تطوير وتحديث قواتها المسلحة لأداء دورها الوطني وفق منظومة متكاملة الأركان، تشمل جودة الأداء والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، والاقتناء المخطط وفق الحاجة للأسلحة والمعدات، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل منتسبيها لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، وحامي منجزات نهضتها.
وحظي الكادر البشري باهتمام خاص باعتباره الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني، وسلاح الجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، إلى جانب الحرس السلطاني العماني.
بجانب خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية، انتهجت السلطنة خططًا لتزويد قواتها المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الذي تضطلع به القوات المسلحة.
ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العملياتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع استراتيجية بناء المنظومة العسكرية العمانية المتكاملة.
وشهد سلاح الجو السلطاني العماني نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العمانية الشاملة وفق منهج مخطط مدروس.
كما شهدت البحرية السلطانية العمانية العديد من الإنجازات والتطوير، حيث تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية استراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحر الإقليمي العماني.
وتضم أسطولًا مزودًا بالأجهزة والمعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العمانية، وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية، ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) .
أيضا حظي الحرس السلطاني العماني كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام ، حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية.