قصة التدريب الصيني.. طيارون بريطانيون يواجهون خطر المحاكمة

حذرت مصادر دفاعية بريطانية من أن طياري سلاح الجو الملكي سيواجهون المحاكمة حال تبين مشاركتهم أسرار الدولة خلال دروس الطيران في الصين.
ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن مسؤولين أن الطيارين المتقاعدين من سلاح الجو الملكي يتم تجنيدهم من خلال وكالات توظيف خارجية، من بينها أكاديمية اختبار الطيران في جنوب أفريقيا لتدريب طيارين صينيين.
وأصدرت استخبارات الدفاع البريطانية الأسبوع الماضي تنبيها نادرا يحذر من أن الطيارين العسكريين السابقين يتلقون إغراءات مالية كبيرة للمساعدة في تدريب القوات الصينية.
وقال مصدر دفاعي لـ"تليجراف": "في حين لا يصنف تعليم الطيران سرا يصنف تعليم القتال كسرا من أسرار الدولة". وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن "ذهاب الناس إلى الدول الأجنبية للطيران شيء، وتعليم الأجانب كيفية القتال شيء آخر".
وأوضح أن التوقيع على قانون الأسرار الرسمية ملزم للموقعين مدى الحياة، مشيرا إلى أنه "إذا تم العثور على أدلة تفيد بخرق الطيارين قانون الأسرار الرسمية يمكن مقاضاتهم".
وفي حين تصر أكاديمية اختبار الطيران في جنوب أفريقيا على أنه لم تتم مشاركة معلومات سرية في التدريب، قال المصدر: "حاولت الأكاديمية وأكاديميات صينية جذب الأفراد الحاليين والأكثر كفاءة من الخطوط الأمامية للجيش البريطاني لتدريب رجالهم".
ويوم الثلاثاء، قالت أكاديمية اختبار الطيران في جنوب أفريقيا إنها كانت على تواصل مع وزارة الدفاع البريطانية "لعدة سنوات"، وأن الوزارة "واعية تماما بطبيعة أعمال الشركة".
وأضافت الأكاديمية، التي تدرب طيارين من حول العالم، أن "جميع جوانب التدريب ومواده غير سرية تماما، وتقدم إما من مصدر مفتوح وإما من العملاء أنفسهم.. لا ينطوي أي تدريب على تكتيكات سرية أو غيرها من المعلومات، ولا أي أنشطة على الخطوط الأمامية".
وتابعت: "لا يملك أي من مدربينا معلومات حساسة قانونيا أو عملياتيا تتعلق بمصالح الأمن القومي لأي دولة، سواء تلك التي يتم جذب الموظفين منها أو يقدم التدريب لمواطنيها".
وفي وقت سابق، أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الصين جندت ما يصل إلى 30 طيارا متقاعدا بالجيش البريطاني، بما في ذلك طيارون يقودون طائرات مقاتلة متطورة، لتدريب الطيارين في جيش التحرير الشعبي الصيني".
وقال مسؤول كبير للصحيفة الأمريكية إن وزارة الدفاع البريطانية قلقة من أن تلك الممارسة قد تهدد الأمن الوطني البريطاني.
وقالت بريطانيا إنها تعمل مع الحلفاء لمحاولة وقف تلك الممارسة، والتي قال المسؤول إنها تعود إلى ما قبل جائحة فيروس "كورونا"، لكنها اكتسبت زخما خلال الشهور الأخيرة.
وأوضح المسؤول أن قائمة الطيارين البريطانيين المجندين تضم عناصر سابقة بسلاح الجو الملكي والأفرع الأخرى من القوات المسلحة.
وقالت وزارة الدفاع في وقت سابق إنها تتخذ "خطوات حاسمة" لوقف مخططات التجنيد الصينية التي تستهدف طياري الجيش.
وأضاف متحدث باسم الوزارة: "نتخذ خطوات حاسمة لوقت مخططات التجنيد الصينية التي تحاول اجتذاب طيارين سابقين وحاليين بالقوات المسلحة البريطانية لتدريب أفراد جيش التحرير الشعبي الصيني في جمهورية الصين الشعبية".
وأضاف المتحدث: "جميع الجنود الحاليين والسابقين يخضعون لقانون الأسرار الرسمية، ونراجع استخدام عقود السرية واتفاقيات عدم الإفصاح بالوزارة، في حين سيأتي قانون الأمن القومي الجديد بأدوات إضافية لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة، بما فيها هذه القصة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز