اجتياح رفح.. إسرائيل تعود لمربع «المخاوف والنقاش»
مخاوف متنامية من اجتياح إسرائيلي لرفح، ستكون عواقبه كارثية، أعلن البيت الأبيض، الإثنين، أنّ الدولة العبرية وافقت على "أن تأخذ هذه المخاوف في الاعتبار".
وأكد البيت الأبيض أنه "عبّر لإسرائيل عن قلقه بشأن الهجوم الذي يعتزم جيشها شنّه على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة".
وقالت الرئاسة الأمريكية، في بيان، إنّه خلال اجتماع أمريكي-إسرائيلي رفيع المستوى عُقد عبر الفيديو وحضره عن الجانب الأمريكي وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، "أعرب الجانب الأمريكي عن قلقه إزاء خطط عمل عديدة في رفح".
وأشارت الرئاسة الأمريكية، إلى أنّ "الجانب الإسرائيلي وافق على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار وإجراء مناقشات متابعة".
ومع دخول الحرب يومها الـ179، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القصف الإسرائيلي أدى الى مقتل 60 شخصا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال خلال الساعات الـ24 الماضية وحتى صباح الإثنين في القطاع المحاصر المهدد بالمجاعة.
ويفاقم النزاع التوترات في المنطقة، إذ أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل سبعة عناصر في الحرس الثوري في ضربة منسوبة لإسرائيل استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
ولدى سؤاله عن هذه الضربة مساء الإثنين، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "لن أعلق على معلومات صحفية أجنبية"، في حين توعّدت إيران بـ"رد حازم".
وفي إسرائيل تتزايد الضغوط في الشارع على رئيس الوزراء بنيامين نتانيهو الذي خضع، الأحد، لعملية جراحية "ناجحة" لإزالة فتق، وقد أعلن مكتبه أنه سيغادر المستشفى الثلاثاء.
ونظّمت الإثنين تظاهرة جديدة في القدس شارك فيها آلاف الأشخاص للمطالبة باستقالته وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي انسحب، الإثنين، من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي طوقه واقتحمه قبل أسبوعين مخلفاً الكثير من الدمار و"عشرات الجثث" في ما كان أكبر مجمع طبي في القطاع.
مجمع الشفاء
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين انسحابه من مجمع الشفاء الطبي بعدما كان بدأ في 18 مارس/آذار عملية كانت الثانية له في المجمع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وبرّر الجيش عمليته الثانية بتوافر معلومات استخبارية عن وجود "مسؤولين كبار" من حماس والجهاد فيه.
وأفادت وزارة الصحة أن المجمع صار خارج الخدمة، متحدثة عن دمار "كبير جدا" فيه وفي الأحياء المحيطة.
والإثنين، أعلن البيت الأبيض أنه سيطلب مزيدا من المعلومات من إسرائيل بعد تقارير "مقلقة للغاية" صدرت الإثنين، أشارت إلى العثور على جثث متناثرة في مجمع الشفاء.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارين جان بيار للصحفيين في واشنطن "إذا كان هذا الأمر صحيحا فإنه مقلق للغاية. سنتواصل مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات".
إلى ذلك شنّت إسرائيل عشرات الغارات الجوية التي ترافقت مع قصف مدفعي مكثف في أنحاء عدة من القطاع ولا سيما في خان يونس ودير البلح ورفح، وفق مكتب الإعلام الحكومي.
وأفاد شهود عيان عن وقوع اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في وسط خان يونس (جنوب)، وفي حيي الرمال وتل الهوى بمدينة غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنّ الجيش الإسرائيلي عددا من العمليات التي طالت مستشفيات ومرافق طبية والأحياء المحيطة بها، متهّما حماس باستعمالها كستار لنشاطاتها، لكن الحركة نفت بشدة استخدام مقاتليها الشفاء وغيره من المرافق الصحية.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1160 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وتعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وهي تشنّ منذ ذلك الحين قصفا مكثّفا، وبدأت هجوما بريا في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، ما أدى إلى مقتل 32845 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 600 من جنوده قتلوا منذ اندلاع الحرب، من بينهم 256 على الأقل داخل القطاع منذ بدء العمليات البرية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
كذلك، قضى أكثر من نصف الجنود القتلى أثناء هجوم حماس، في حين سقط آخرون في الضفة الغربية المحتلة حيث تصاعد التوتر منذ اندلاع الحرب في غزة، أو في شمال إسرائيل حيث يسجّل تبادل يومي للقصف عبر الحدود مع حزب الله اللبناني.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg
جزيرة ام اند امز