اجتياح رفح.. إسرائيل بين «دروس» الشمال وعامل الوقت
بينما تتطلع إسرائيل لاجتياح رفح، فإن المعركة ستطغى عليها الدروس المستقاة من العمليات السابقة في مناطق أخرى في غزة، خاصة الشمال.
ووفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، كانت هناك 3 مراحل أساسية للحرب في غزة ستشكل خلفية لعملية رفح.
المرحلة الأولى عبارة عن المناورة البرية التي استمرت من 27 أكتوبر/تشرين الأول إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني، التي كانت الأكثر كثافة، وجاءت في أعقاب القصف المكثف على غزة في الأسابيع الأولى التي أعقبت هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
- إسرائيل تقتل نائب قائد وحدة الصواريخ بحزب الله اللبناني
- اجتياح رفح.. نتنياهو يفتح «مهرب الشمال» وواشنطن تدعم «عملية محدودة»
وحظي هذا الجزء من الحرب باهتمام دولي كبير، مع اتهامات بأنه واسع النطاق، وأدى إلى الكثير من الدمار، وتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
أما المرحلة الثانية فقد حدثت في شهري ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، في خان يونس.
المرحلة الأخيرة التي توفر المعلومات لمعركة رفح هي المرحلة الأخيرة التي شهدت غارات دقيقة على مناطق مثل الشاطئ والزيتون والشفاء، التي سيطر الجيش الإسرائيلي بالفعل عليها في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، وعاد لتطهيرها مرة أخرى.
ما هي التكتيكات التي سيتم استخدامها في رفح؟
تطالب الولايات المتحدة بعملية بطيئة ومرحلية ودقيقة في رفح. وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية عقب اجتماع بين وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: "فيما يتعلق برفح، ركز جزء كبير من الاجتماع على مفهوم إسرائيل للعمليات في تلك المدينة، أوستن أعرب عن أن هدف الولايات المتحدة هو مساعدة إسرائيل على إيجاد بديل لعملية عسكرية واسعة النطاق يمكن أن تعرض السكان المدنيين في المدينة للخطر".
جاء ذلك وفقًا لأحد كبار مسؤولي الدفاع المطلعين على الاجتماع. ثم ناقش المسؤولون الأمريكيون خطة تتضمن "تسلسل العملية ومراحلها".
وأشارت الصحيفة إلى أن عبارة "بديل للعملية العسكرية واسعة النطاق" يقصد بها غارات دقيقة تنفذها القوات الخاصة والكوماندوز. ويبدو "التدريج" و"التسلسل" وكأنه مناورة بطيئة، حيث تتحرك من شارع إلى شارع مع توفير الكثير من الوقت للمدنيين للانتقال من منطقة إلى أخرى.
ومن الصعب معرفة ما إذا كان أي من هذا مستوحى من الخبرة الأمريكية في دعم العمليات في الرقة عام 2017 أو الموصل عام 2016، أو في معارك الفلوجة عام 2004 والرمادي عام 2006.
فهل هناك دروس إيجابية يمكن تعلمها من كل تلك المعارك؟.. الواقع يؤكد أن مستويات الدمار في الرقة والموصل لن تكون مقبولة إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه في رفح.
كما أن الأمور كانت أسهل قليلاً بالنسبة للعراقيين في الموصل لأنهم أنشأوا مخيمات داخلية للنازحين لنقل الناس إلى ما وراء خطوطهم، وهو ما لا تريد إسرائيل أن تفعله. وهذا يترك تحديات أكثر تعقيدا فيما يتعلق بالمدنيين في رفح.
المشكلة الأبرز في رفح ستكون التوقيت. إذ ترسل الولايات المتحدة أفرادًا وسفنًا لبناء رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة، والذي لن يتم الانتهاء منه حتى منتصف أو أواخر أبريل/نيسان. وهو ما يعني ازدياد المخاوف بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على العملية.
ويدخل رفح نحو 250 شاحنة يوميا، في حين تدخل 30 شاحنة أخرى أو نحو ذلك إلى شمال غزة. وسيكون الهدف هو تحويل حركة الشاحنات والمساعدات هذه بطريقة تلبي احتياجات المدنيين الذين ينبغي نقلهم خلال أي عملية في رفح. وحتى الحملة "المرحلية" ستتطلب مراحل لنقل 50 ألف مدني وتلبية احتياجاتهم من المساعدات.
التحدي الأخير سيكون جعل معركة رفح تستحق العناء. وسترغب حماس في الخروج من رفح كما خرجت من شمال غزة، وتسللت إلى منطقة المخيمات المركزية أو مناطق أخرى في غزة، حتى تتمكن بعد ذلك من العودة إلى رفح. حماس تحسب أن إسرائيل ليس لديها الوقت إلى جانبها وأن كل ما على حماس أن تفعله هو "المثابرة" لبضعة أشهر أخرى، وسوف تنتصر، ولن تحقق إسرائيل أهدافها.
وخلصت الصحيفة إلى أن هزيمة حماس في رفح سوف تتطلب أكثر من مجرد عملية دقيقة مرحلية لملاحقة العناصر الذين اختارت حماس أن تتركهم في رفح.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA=
جزيرة ام اند امز