هطول الأمطار يزيد خطر الإصابة بالسرطان
الجلد ينتج فيتامين (د) استجابة لأشعة الشمس، واقترح الباحثون أن نقص هذا الفيتامين قد يكون عامل خطر لبعض السرطانات في المناطق الممطرة.
توصلت دراسة أمريكية حديثة، أجراها باحثون من جامعة "ويست تشيستر" في بنسلفانيا إلى وجود علاقة بين العيش في المناطق الباردة والممطرة وزيادة انتشار مرض السرطان.
ومن المعروف أن زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) من الشمس يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد، ومع ذلك، تشير الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من دورية "Environmental Engineering Science" إلى أن هطول الأمطار والمناخ الأكثر برودة يساعد على انتشار السرطان.
وتُعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة التي تبحث العلاقة بين معدلات الإصابة بالسرطان والأمطار.
وجمع العلماء بيانات حول سرطانات الثدي والمبيض والرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا، إلى جانب بيانات حول المناخ والديموغرافيا على مستوى الولايات.
وقال تقرير عن الدراسة نشره موقع "ميديكال نيوز توداي" في 6 ديسمبر/كانون الأول إنه بسبب الحجم الكبير لمجموعات البيانات، اختار الباحثون تحليل 15 ولاية بشكل عشوائي، هي أريزونا، أركنساس، كاليفورنيا، كونيتيكت، جورجيا، أيوا، ماساتشوستس، نيويورك، نيو جيرسي، أوكلاهوما، ساوث كارولينا، تكساس، يوتا، واشنطن ويسكونسن.
وقام الباحثون بتحييد عوامل العمر والجنس والعرق ومستوى الدخل وعمر السكان والتنوع، إذ يمكن أن تؤثر جميعها على معدلات الإصابة بالسرطان لدى السكان، وبعد ذلك تمكنوا من إيجاد العلاقة بين المناخ والسرطان.
وبشكل عام، كانت معدلات الإصابة بالسرطان أعلى في المناطق شديدة البرودة مقارنة بالمناخ الحار والجاف، ومع ذلك، عندما قسم الفريق البحثي السرطان إلى أنواع كانت هناك بعض الاستثناءات، فعلى سبيل المثال، كان سرطان الرئة أكثر انتشاراً في المناطق الجافة والحارة.
ووضع مؤلفو الدراسة بعض النظريات للمساعدة في تفسير هذه العلاقة غير العادية، فأوضحوا مثلاً أنه على الساحل الشرقي في أمريكا حيث تتفاعل الأمطار المتزايدة مع العناصر القلوية بالتربة مثل الماغنيسيوم والبوتاسيوم، مما يجعل التربة أكثر حمضية.
وفي التربة الحمضية، وكذلك المناطق الأكثر برودة، تكون بكتيريا أكسدة الأمونيا أكثر شيوعًا، وهذه البكتيريا تحول الأمونيا إلى النتريت، وفي ظروف أكثر حمضية، قد تتحول النتريت إلى حمض النيتروز، الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي، وهو مادة مسرطنة.
ومع ذلك، إذا كان هذا هو الحال، فقد يكون من المتوقع أن العوامل المسببة للسرطان المحمولة جواً تؤثر على انتشار سرطان الرئة، إلا أن الباحثين وجدوا أن هذا النوع من السرطان ينتشر في المناطق الحارة، وهذا يحتاج لمزيد من الدراسات.
وهناك سبب آخر محتمل للعلاقة بين زيادة هطول الأمطار وانتشار السرطان، وهو فيتامين (د)، إذ ينتج الجلد فيتامين (د) استجابة لأشعة الشمس فوق البنفسجية، واقترح بعض الباحثين أن نقص فيتامين (د) قد يكون عامل خطر لبعض أنواع السرطان في المناطق الممطرة حيث يوجد القليل من أشعة الشمس.
وشدد الفريق البحثي في النهاية على حاجتهم لمزيد من الأبحاث قبل أن يتمكنوا من تحديد ما إذا كان هذا التأثير حقيقي أم لا.