بدعم الفائدة وتطورات الحرب.. الأسهم والنفط والذهب تشكل تحالف الصعود
ارتفاعات جماعية شهدتها الأسواق العالمية عند ختام جلسة الخميس، فالأسهم الأمريكية والأوروبية، والنفط، والذهب؛ جميعها سجلت ارتفاعات.
صعود مؤشرات وول ستريت فوق 1%
أغلقت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع بأكثر من 1% الخميس، مع دراسة المستثمرين للمسار الذي حدده مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لرفع أسعار الفائدة وتراجع المخاوف بشأن احتمال تخلف روسيا عن سداد ديونها بعد حصول دائنين لها على مدفوعات.
واطمأن المستثمرون إلى أن روسيا ربما، على الأقل في الوقت الحالي، قد تجنبت ما كان يمكن أن يكون أول تخلف عن سداد ديونها السيادية منذ قرن. وقال مصدران بالسوق لرويترز الخميس إن هذا يرجع إلى أن الدائنين تلقوا مدفوعات بالدولار لكوبونات سندات روسية حل أجل استحقاقها هذا الأسبوع.
وقد أدى ذلك إلى زيادة الرغبة في المخاطرة في السوق التي كانت تستفيد من تصيد صفقات.
ورفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء مثلما كان متوقعا، وتوقع خطة قوية لمزيد من الزيادات بينما قلص صناع السياسة أيضا توقعات النمو الاقتصادي لهذا العام.
وبحسب بيانات أولية، ارتفع المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بواقع52.27 نقطة أو 1.20% ليغلق عند 4410.13 نقطة، فيما صعد المؤشر ناسداك المجمع 172.48 نقطة أو 1.28% إلى 13609.03 نقطة. ولم يكن المؤشر داو جونز الصناعي أقل حظا من سابقيه، إذ زاد هو الآخر 403.30 نقطة أو 1.18% إلى 34466.40 نقطة.
الأسهم الأوروبية تغلق على مكاسب بعد تعاملات متقلبة
فيما صعدت الأسهم الأوروبية في تعاملات متقلبة الخميس بعد يوم من رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة وهي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون نتيجة محادثات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 0.5 بالمئة ليقلص إلى حد ما الخسائر التي تكبدها في الفترة الماضية بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتعامل المستثمرون بهدوء في مواجهة تدابير متوقعة منذ فترة طويلة لتشديد السياسة النقدية الأمريكية. وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي قد رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية كما هو متوقع ولمح إلى رفع بنفس المقدار في كل اجتماع له طوال العام.
وقادت أسهم السلع المكاسب في أوروبا حيث ارتفع مؤشر قطاع الطاقة 2.2% بعد أن قفزت أسعار النفط الخام ثمانية بالمئة بفعل نقص الإمدادات المتوقع في الأسابيع المقبلة بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.
كما صعد مؤشر التعدين 0.7% حيث استمرت أسعار النحاس والألومنيوم في بورصة شنغهاي في الاستفادة من انتعاش الآمال بشأن اتخاذ الصين أكبر مستهلك للمعادن في العالم المزيد من الإجراءات التحفيزية.
النفط يرتفع 8% وسط تحذيرات من نقص الإمدادات الروسية
كما صعدت أسعار النفط بنسبة 8% الخميس، لتواصل سلسلة من التقلبات اليومية العنيفة، إذ انتعش السوق بعد عدة أيام من الخسائر مع تركيز متجدد على نقص الإمدادات في الأسابيع المقبلة بسبب العقوبات على روسيا.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 8.62 دولار، أو 8.79% لتبلغ عند التسوية 106.64 دولار للبرميل، وهي أكبر زيادة بالنسبة المئوية منذ منتصف 2020.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 7.94 دولار أو 8.35% إلى 102.98 دولار للبرميل عند التسوية.
وفي الجلسات الثماني الأخيرة، وصل سعر برميل النفط إلى 139 دولارا في أقصى ارتفاع له قبل أن يبلغ 98 دولارا في أقل مستوى تداول له- أي بفارق يزيد عن 40 دولارًا. وقال متعاملون ومصرفيون ومحللون إن ذلك دفع العديد من المستثمرين إلى الخروج، وأوجد مناخا لمزيد من التقلبات الشديدة في الأسعار في الأسابيع المقبلة.
وحظرت دول عديدة شراء النفط الروسي لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل نحو ثلاثة أسابيع. وروسيا التي تصف العمل العسكري بأنه "عملية خاصة" هي أكبر مصدر للنفط الخام ومنتجات الوقود في العالم.
الذهب يرتفع 32 دولارًا عند التسوية
وصعدت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات الخميس، بعد قرارات البنوك المركزية في الولايات المتحدة وبريطانيا برفع الفائدة، ومع متابعة المستثمرين مستجدات المحادثات الروسية الأوكرانية.
ورفع بنك إنجلترا معدل الفائدة البريطانية للاجتماع الثالث على التوالي إلى 0.75%، لكنه حذر من أن التضخم قد يصل إلى 8% خلال الربع الثاني من العام الجاري وربما يحقق مستوى أعلى من ذلك في وقت لاحق من هذا العام.
وسبق ذلك قرار الاحتياطي الفيدرالي بالأمس برفع معدل الفائدة 25 نقطة أساس للمرة الأولى منذ 2018 للسيطرة على التضخم الذي سجل خلال فبراير/شباط الماضي أعلى مستوى في 40 عامًا، وتوقع البنك تنفيذ ست عمليات رفع إضافية لمعدل الفائدة هذا العام.
وفي سياق منفصل، ساعدت بوادر التقدم في المحادثات لإنهاء ما تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" الأسهم العالمية على الارتفاع هذا الأسبوع، لكن الكرملين قال إنه لا يوجد اتفاق حتى الآن.
وعن البيانات الاقتصادية، أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية تراجع عدد طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة عند مستوى 214 ألفًا خلال الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من مارس/آذار، مقابل توقعات هبوطها إلى 220 ألف طلب.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل/نيسان بنسبة 1.70% أو ما يعادل 32.40 دولار لتصل إلى 1941.60 دولار للأوقية عند التسوية.
كما سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية انخفاضًا بنسبة 0.8% عند 97.797 نقطة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز