باول يفصح عن أسباب رفع الفائدة ومخاوف الاقتصاد الأمريكي
أكد جيروم باول، رئيس البنك المركزي الأمريكي، أنه إذا أظهرت قراءات التضخم حاجة لزيادة أسعار الفائدة بوتيرة أسرع فسنفعل ذلك.
وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي، الأربعاء، رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية، وذلك للمرة الأولي منذ عام 2018.
وأضاف، باول، في مؤتمر صحفي الأربعاء، أن المركزي الأمريكي، لديه خطة لزيادة أسعار الفائدة بشكل مطرد على مدار العام الجاري، وذلك حسب رويترز.
وأوضح المركزي الأمريكي، أن قراره برفع أسعار الفائدة، 0.25%، جاء للسيطرة على ارتفاع التضخم، في أول زيادة لأسعار الفائدة منذ بدء تفشي "كوفيد -19".
وجاء قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي، في نهاية اجتماعه لمراجعة أسعار الفائدة، الذي استمر على مدار يومين.
وقالت "لجنة السوق المفتوح الفيدرالية" بالمركزي الأمريكي، إن تداعيات الحرب في أوكرانيا ستتسبب "على الأرجح بضغط يؤدي إلى ازدياد التضخم، وتؤثر على النشاط الاقتصادي"، وذلك حسب وكالة فرانس برس.
وتابعت: رغم أن "انعكاسات ذلك على الاقتصاد الأمريكي غير مؤكدة إلى حد بعيد".
وأشارت اللجنة، إلى ارتفاع معدل التضخّم، يعود إلى "عدم التوازن في الإمداد، والطلب المرتبط بالوباء، وارتفاع أسعار الطاقة والضغوط الأوسع على الأسعار".
وأكد باول، أنه على الرغم من أن عودة التضخم إلى هدف المركزي الأمريكي، البالغ 2% سيستغرق وقتا أطول من المتوقع، إلا أن الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد وقادر على الصمود أمام رفع معدل الفائدة.
وأشار إلى أنه يتوقع بأن يحقق الاقتصاد نموا نسبته 2.8% العام الجاري، أي أقل من التوقعات السابقة.
وشدد باول، أنه سنتخذ الخطوات اللازمة لضمان ألا يصبح التضخم المرتفع مترسخا.
وخفض المركزي الأمريكي، معدل الفائدة إلى صفر في آذار/مارس 2020 لدعم الاقتصاد بينما أحدث كوفيد اضطرابات واسعة في الأعمال التجارية، لكن الاقتصاد تعرّض خلال العام الماضي إلى موجة زيادات في الأسعار ووصل التضخم إلى أعلى مستوى منذ 40 عاما.
جاء قرار المركزي الأمريكي، ليتماشى مع الشهادة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام الكونجرس، في 2-3 مارس/آذار الجاري، أمام لجنة مجلس النواب الأمريكي للخدمات المالية.
وقال باول، "إنني أميل إلى اقتراح و دعم رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
وتوقع المركزي الأمريكي، أن تكون الفائدة في نطاق من 1.75% و2% بحلول نهاية عام 2022.
وتتوقع الأسواق زيادة معدلات الفائدة 7 مرّات هذا العام، ليصل المعدل إلى 1.73%، على فرض أن البنك المركزي الأمريكي رفع المعدل بربع نقطة في كل اجتماع.
كما توقع المركزي الأمريكي، أن يبقى التضخم فوق مستوى 2% الذي يستهدفه، وأن تبلغ نسبة التضخم نحو 4.3% في عام 2022، ونحو 2.7% في عام 2023، ونحو 2.3% في 2024، وذلك حسب رويترز.
وارتفع التضخم في أمريكا، على أساس سنوي، بنسبة 7.9٪ الشهر الماضي، ارتفاعًا من 7.5٪ المسجلة في يناير/كانون الثاني السابق له، وهو أكبر ارتفاع سنوي في الأسعار منذ يناير/كانون الثاني 1982.
كما توقع المركزي الأمريكي، أن يبلغ النمو الاقتصادي 2.8% هذا العام، وهو ما يمثل هبوطا حادا من توقعاته السابقة للنمو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والبالغة 4%.
وأضاف، أنه يتوقع أن ينخفض معدل البطالة في أمريكا ، إلى نحو 3.5% في 2022، ونحو 3.5% في عام 2023، ونحو 3.6% في عام 2024.
وكان مراقبو السوق، قد توقعوا في وقت سابق أن يرفع المركزي الأمريكي، أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس دفعة واحدة، ولكن حالة عدم الغموض المرتبطة بالحرب في أوكرانيا غيرت الحسابات.