رمضان فرنسا.. إفطارات جماعية ومأكولات "حلال"
الجاليات الإسلامية بفرنسا تحافظ خلال شهر رمضان على العادات والتقاليد الدينية التي نشأوا عليها في بلادهم للتمسك بهويتهم الإسلامية.
تحرص الجاليات الإسلامية خلال شهر رمضان علي الحفاظ على العادات والتقاليد الدينية التي نشئوا عليها في بلادهم، للتمسك بهويتهم الإسلامية في مواجهة مغريات الحضارة الفرنسية.
وتسعي الجاليات الإسلامية المنحدرة من أصول عربية كتونس والجزائر والمغرب ومصر إلى تحقيق المواطنة والتكامل في المجتمع الفرنسي عبر تنظيم إفطارات رمضانية يحضرها العديد من المسلمين، لإحياء طقوس الشهر الفضيل عبر تزيين الموائد بمختلف المأكولات العربية كالتمور والكسكس والحلويات، ولحوم الحيوانات المذبوحة على الطريقة الإسلامية، وغيرها من المأكولات "الحلال".
ويحرص المسلمون على اختيار المأكولات المطابقة للشريعة الإسلامية بدقه، حيث يبتعدون عن المأكولات التي تحتوي على الخمور ولحوم الخنزير، كما يتحرون لحوم الحيوانات المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية حتى أن وزارة الزراعة الفرنسية توصي الشركات باتباع التعليمات بدقة عند وضع شعار "حلال" على المنتجات لعدم خداع المشترين.
وقد أذعنت شركات كبيرة عالمية كشركة "وول مارت"، و"كارفور" و"نستله" لمعايير ومقاييس كثير من المسلمين لتحقيق أرباح من وراء هذه المنتجات، مما جعلها تلقى إقبالا في دول كبيرة كالإمارات العربية المتحدة والسعودية وماليزيا.
ويسعي مسلمو فرنسا إلى تعزيز حضورهم في المجتمع الفرنسي في هذا الشهر المبارك، واغتنامه، من خلال عقد اللقاءات والتجمعات، لإظهار تعاليم ومبادئ الإسلام السمحة خلال هذا الشهر الكريم.
ويؤدي أئمة المساجد في رمضان دورا كبيرا في شرح تعاليم الإسلام وتذكير المسلمين بأحكام الصيام، ونشر ثقافة السلام والتسامح للتصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي بدأت تنتشر في العالم الغربي خصوصاً بعد تعرض فرنسا لعدة هجمات إرهابية، تبنتها تنظيمات إرهابية كتنظيم داعش.
ويعتبر شهر رمضان فرصة للتعارف والتلاقي بين مختلف أبناءالوطن العربي الذين يحرصون على الذهاب للمساجد لأداء الصلوات والتواصل والالتقاء بالناس، لتخفيف آلام الغربة، والتعاون على إقامة الشعائر الدينية في دولة أوروبية يصل عدد ساعات الصوم بها إلى 16 ساعة.
كما أنه شهر خير وبركة، يسعي المسلم فيه إلى عمل الخير، وتقديم العون للمحتاجين، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، وقارئي القرآن في جو مليئ بالسكينة والروحانيات.
ورغم قلة المساجد وأماكن العبادة في فرنسا، يسعي المسلمون في فرنسا إلى الاجتماع والتلاقي، سواء في المساجد القريبة، أو في المنازل لأداء الصلوات في جماعة، وتناول وجبات الإفطار معا في جو من الألفة والمحبة.
يذكر أن عدد المسلمين في فرنسا هو الأكبر بين الدول الأوروبية، حيث تعتبر الديانة الإسلامية الثانية في فرنسا، ويبلغ عدد المسلمون هناك إلى ما يقرب من 6 ملايين مسلم.
استوطن المسلمون فرنسا في مرحلتين اثنتين عبر التاريخ، إحداهما تتعلق بهجرة، ثم تهجير مسلمي الأندلس الجارة. وتمتدّ هذه المرحلة من القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر الميلادي. أما المرحلة الثانية فتبدأ من الحرب العالمية الأولى في مطلع القرن العشرين إلى يومنا هذا.
ووفقا لدراسة لمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (INED) فالغالبية الساحقة من مسلمي فرنسا هم من دول المغرب العربي ونسبتهم 82% من مجمل مسلمي فرنسا. (43.2% من الجزائر، 27.5% من المغرب و11.4% من تونس) و9.3% من إفريقيا جنوب الصحراء و8.6% من تركيا و0.1% فرنسيون تحولوا إلى الإسلام (نحو 70,000 متحول للإسلام).
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز