مرت أيام شهر رمضان المبارك بشكل سريع.
فبينما كنا قبل أيام ننتظر خبر الإعلان عن دخول الشهر فإذا بنا ننتظر خبر الإعلان عن دخول شهر شوال، ولا يسعنا إلا أن نحمد الله تعالى على نعمة إدراك شهر رمضان، ونحن في خير ونعمة وأمن وإيمان، ولو قارنا حالنا في رمضان من السنة الماضية بحالنا في هذه السنة لوجدنا أننا في خير عظيم جدا، ففي العام الماضي كنا نسمع بعد كل أذان : " صلوا في بيوتكم "، وفي هذه السنة يسر الله لنا أداء الصلوات كلها في المساجد، بينما لم تتيسر هذه النعمة لكثير من الناس في بلدان أخرى، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
وبعد مرور أيام شهر رمضان علينا أن نتوقف قليلا مع أنفسنا فأغلبنا أحس براحة عظيمة في أيام الشهر الفضيل، رغم أنه يصوم ساعات طويلة ويقرأ أجزاء كثيرة من القرآن ويصلي الليل فهذه كلها تتطلب جهدا كبيرا ولكن لم يشعر أغلبنا بمشقة كبيرة لا تطاق، بل تجد الصغار والكبار يقبلون على الطاعات وصدورهم منشرحة، وفي هذا دليل أن من أعظم أسباب السعادة الإقبال على العبادة والتوجه لله، فالله هو الذي يعطيك السعادة، وسعادة القلب والروح من أعظم أسباب الرضا وهدوء النفس وسكينتها، فحتى لو كانت الظروف المادية أو الأوضاع الأخرى صعبة ومتأزمة فمن توجه لله يجد أن في التوجه إليه تخفيف لكربته ومشاكله، خاصة إن أقبل على عبادة الدعاء فانطرح بين يدي الله وناجاه، فينبغي علينا الاستمرار على هذا الخير العظيم بعد شهر رمضان، فلا نغفل عن الطاعات والعبادات بل هي شيء رئيس في حياتنا.
وأغلب الناس يكثرون من تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان فيجدون سعادة لا يعلم بها إلا الله، وهذا حق وصدق فالقلوب ترتاح بذكر علام الغيوب، فينبغي علينا أن نحرص على تلاوة القرآن طيلة العام، فمن قرأ حرفا من القرآن فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فالله هو الشاكر الشكور.
وفي شهر رمضان نلاحظ قلة الخلاف وتزاور الأرحام وعطف بعضهم على بعض وتسامحهم مع بعضهم وهذا أمر جميل جدا، فالدنيا لا تستحق أن تكون سببا لقطيعة الرحم وشدة العداوة بين الأقارب، ومن عفى عن الناس عفى الله عنه، وهكذا يكون الموفق طيلة العام، ويحرص أيضا على أن يكون سببا لإسعاد الآخرين، فالصدقة والعطف على الفقراء والأرامل والضعفاء والمساكين من أبواب الخير العظيمة في رمضان وغير رمضان، فاللهم يا كريم تقبل منا وأعد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية وخير وأمن وإيمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة