الأردنية سناء الشعلان لـ"العين الإخبارية": الفاصوليا أفسدت صيامي في رمضان
الأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان تروي لـ"العين الإخبارية" موقفاً طريفاً من طفولتها عندما أغرتها شقيقتها على الإفطار فأفسدت صيامها
ارتبط شهر رمضان بالعديد من الذكريات، التي تتشكل فى الوجدان وتُشعل الحنين لكل ما هو قديم، سواء من الطقوس الرمضانية، أو مشاهدة برامج تليفزيونية، والاستماع لأغنيات ظلت عالقة في الأذهان.
وترتبط ذكريات رمضان عند الأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان بطقوس الأسرة والعبادة والتّآلف، وأبرز تفاصيل الشهر أسرية لا تختلف عن تفاصيل الأسرة المسلمة سواء أكانت عربية أم غير عربية.
وتقول لـ"العين الإخبارية": "في رمضان يتحوّل كلّ شيء لصالح هذا الشّهر الكريم الذي ننتظره بفارغ الصّبر، وهو ما ينتهي بعيد جميل نبدأ نتحضّر له بشراء الحلويّات والسّكاكر وملابس العيد والهدايا للأهل والأقارب من أوّل يوم في رمضان حتى آخر لحظة فيه، حيث السّهر حتى الفجر في الأسواق لشراء النّواقص الأخيرة التي تظهر دائماً في آخر لحظة من ليالي هذا الشّهر المبارك".
وتضيف: "أسرتي تزيّن البيت وجدرانه الخارجيّة ونوافذه وبوابته الرّئيسيّة حتى انقضاء أيام العيد الثّلاث، وكلّ يوم نتشارك جميعاً في إعداد موائد الفطور التي هي في كلّ يوم تكون على شرف عائلة أو أكثر من الأقارب والأنساب".
وتوضح: "أمّي تعدّ الأطباق الرّئيسيّة، وأبي يعدّ السّلطة والقطايف، وأنا وأخوتي نشارك في الخدمات جميعها، كلّ وفق طاقته وعمره وقدرته".
وترى أن "هذا الشّهر في الغالب هو شهر مَن يريد أن يبدأ في الانتظام في عبادة الصّلاة، وشهر التّسابق في قراءة القرآن والإحسان والتّصدّق والتّهجّد والذّهاب جماعات إلى صلاة التّراويح في المسجد القريب من منزلنا، حيث يتجمّع فيه الجيران والكثير من زملاء الدّراسة ممّن يسكنون في المنطقة ذاتها، وللأسف افتقدنا هذا المشهد مع انتشار كورونا".
وتتابع: "أهمّ المهام التي كنتُ أقوم بها فضلاً عن تلك التي تلصق بي جبراً من أمّي مديرة الأسرة، هي مهمّة تعليق زينة العيد، وشبكها في الكهرباء، ومراقبة أوّل إشعاعاتها المضيئة المبهجة التي تلوّن عتمة اللّيل، وتباري ألوان زينة الجيران، وأجمل ما كان يفرحني في رمضان حياة الأسرة المحبّة الدّافئة المندمجة في التّفاصيل الصّغيرة كاملة، وتلك الحياة النّابضة ليل ونهار، ولا تنقضي أبداً، وكأنّ البشر لا ينامون، وأجواء العبادة في هذا الشّهر في كلّ تفصيل".
وعن بدايات الصوم، تقول الشعلان: "أنا شخصيّاً بدأتُ الصّيام في الصّف الأوّل من حياتي، أيّ في عمر السّادسة، ولم أخرقه يوماً في طفولتي على الرّغم من مغريات الطّعام، وصعوبة الصّيام الطّويل في أيّام الصّيف القائظة".
وتتذكر الأديبة الأردنية موقفاً طريفاً من طفولتها، وتقول: "أفطرت في يوم واحد في الصّف الثّاني؛ إذ أغرتني أختي التي تصغرني وهي تتلذّذ بأكل الفاصولياء الخضراء مع الأرز الأبيض، فقرّرتُ أن آكل من هذه الفاصولياء، وأن أعلن للبيت بثورة علنيّة أنّني جائعة، وأريد الأكل، يومها أكلتُ حتى شبعتُ من الفاصولياء، وبدأتُ تاريخاً عجيباً مع الفاصولياء الخضراء؛ إذ أصبحتُ مولعة بها إلى حدّ عجيب، ولا يمكن أن أفضّل أيّ طبخة عليها".
وتختتم قائلة: "إنها تحبّ صنع الحلوى وتكره المشاركة في الخبز، ولطالما تهرّبتُ من ذلك، أمّا تنظيف البيت فلا يمكن التّهرّب من المشاركة فيه، ولو بسلطان عظيم".