حدث في رمضان.. بناء مسجد عمرو بن العاص بمصر
في يوم 24 من شهر رمضان عام 21 هجريا الموافق 642 ميلاديا، تم بناء مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط.
في يوم 24 من شهر رمضان عام 21 هجريا الموافق 642 ميلاديا، تم بناء مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، بحي مصر القديمة، التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها.
ومسجد عمرو بن العاص من المساجد التي لها منزلة ومكانة كبرى في قلوب أبناء مصر، خصوصا في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم 27 من رمضان من كل عام أكثر من مليون مُصلٍّ، كما يُعد من أشهر المعالم الأثرية الإسلامية في مصر.
وقد لُقِّب مسجد عمرو بن العاص بعدة أسماء، مثل: "تاج المساجد" لأنه عند رأس المساجد، و"المسجد العمري" نسبة إلى عمر بن الخطاب، و"الجامع العتيق" باعتباره أول وأقدم مسجد أنشئ في مصر، وغيرها من الأسماء الأخرى.
ويُعد مسجد عمرو بن العاص أول مسجد يتم بناؤه، ليس في مصر وحدها وإنما في إفريقيا كلها؛ حيث شرع المسلمون تحت قيادة عمرو بن العاص في بنائه في مدينة الفسطاط، وكان ما حول المسجد حدائقَ، فنصبوا الحبال حتى استقام لهم، ووضعوا أيديهم، فلم يزل عمرو قائمًا حتى وضعوا القبلة.
واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه؛ حيث كان بسيطا في البداية وتم بناؤه وسقفه من جذوع وجريد النخيل على أرض مفروشة بالحصى، وكانت مساحته لا تزيد على 30 ذراعا في 50 ذراعا، وظل الأمر كذلك على هذا الشكل إلى أن جاءت سنة 53 هجريا الموافق 672 ميلاديا؛ حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري، الذي أجرى مجموعة من التعديلات في المسجد وأضاف إليه 4 مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة إلى نحو 24 ألف ذراع معماري.
ثم تلاحقت بعد ذلك التوسعات إلى أن وصلنا لنقطة مهمة جدا في سنة 212 هجريا في عصر عبد الله بن طاهر حيث قام بتوسيع المسجد من الجهة الغربية فزادت مساحته إلى الضعف وأصبحت نحو 120 في 110 أمتار، وكان المسجد في ذلك الوقت مكونا من صحن مكشوف و4 مظلات كبيرة، وظل على حالته حتى الآن.
وللمسجد 13 بابا؛ 3 منها بالجدار البحري و5 بالجدار الشرقي و4 بالجدار الغربي و1 بالجدار القبلي.
وفي سنة 564 هجريا اندلع حريق هائل في الفسطاط ولحقت بالمسجد أضرار جسيمة، فلما جاء صلاح الدين الأيوبي أمر بترميمه عام 568 هجريا، ثم أعاد الظاهر بيبرس ترميمه مرة أخرى عام 666 هجريا، وتوالت أعمال الترميم، والتي كان آخرها على يد أحد المماليك وهو مراد بك عام 1213 هجريا.
ولمسجد عمرو بن العاص دور كبير في نشر العلوم طيلة قرون، فقد ألقى فيه الإمام الشافعي دروسه، والليث بن سعد، وأبو طاهر السلفي، وخطب فيه العز بن عبد السلام.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز