حدث في رمضان.. استشهاد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب
الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه استُشهد في يوم 21 رمضان عام 40هـ الموافق 27 يناير 661م
في يوم 21 رمضان عام 40هـ الموافق 27 يناير 661م استُشهد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي المذحجي الخارجي.
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الهاشمي القرشي، وكنيته أبو الحسن، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، وأول من آمن به من الصبيان؛ فقد أسلم بعد نزول الوحي بيوم واحد؛ وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "بُعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، وأسلم عليّ يوم الثلاثاء"، وهو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
أبوه هو أبو طالب بن هاشم أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها وعم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشميّة، التي قيل إنها أول هاشمية تلد لهاشمي.
وُلد في مكة يوم الجمعة 13 رجب بعد 30 عاما من عام الفيل (23 ق.هـ) الموافق 17 مارس 599م، وهاجر إلى المدينة المنورة وهو في الثانية والعشرين من عمره، بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بـ3 أيام، وآخاه النبي مع نفسه حين آخى بين المسلمين وقال له: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء في السنة الثانية من الهجرة، ولم يتزوج عليّ بأخرى في حياتها، وأنجب منها الحسن والحسين في عامي 2 و3 هجريا على التوالي، كما أنجب زينب وأم كلثوم.
شارك علي رضي الله عنه في جميع الغزوات عدا غزوة تبوك؛ حيث خلّفه فيها النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة، وقال له: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
وقد عُرف عليّ بشدّته وبراعته في القتال؛ فكان من أهم العوامل في نصر المسلمين في مختلف المعارك، وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر.
وقد كان علي رضي الله عنه موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم وزرائه وسفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأمور مثلما استشاره فيما يُعرف بحادثة الإفك، كما شهد عليّ بيعة الرضوان وأمره النبي صلى الله عليه وسلم حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه.
بويع بالخلافة عام 35هـ الموافق 656م بالمدينة المنورة بعد مقتل الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وحكم 5 سنوات و3 أشهر، وقد شهدت فترة خلافته عدم استقرار سياسي؛ لاختلاف المسلمين حول قضية مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه والثأر من قتلته، لكن هذه الفترة تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة.
وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان؛ ما أدى إلى تشتت صف المسلمين وانقسامهم واستشهاد علي على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم في يوم 21 رمضان عام 40هـ-661م.