فيديو.. فرنسية تستعين بجلال الدين الرومي لوقف هيمنة الرجال على رقصة الصوفية
تعتبر رنا جرجاني، إحدى الراقصات الصوفيات القليلات اللاتي يؤدين الرقص في الأماكن العامة.
وبينما بدا كل شيء قد توقف مع انتشار وباء كورونا، جاءت الحركة الدائرية لرنا لتقول للعالم إنها طريقة "لإعطاء معنى للوجود"، إذ بدأت تمارس شغفها عبر تطبيق "زووم".
ومنذ جولاتها الأولى على خشبة المسرح قبل 10 سنوات، كانت الفتاة الفرنسية الإيرانية البالغة (37 عاماً) مفاجئة للجماهير بكل المقاييس.
سلكت رنا درب الصوفية في سن الـ14، بمناسبة زيارتها الأولى لبلدها الأصلي، وتعلمت لسنوات عديدة من خلال المشاركة في العديد من الاحتفالات.
هاجر والداها من إيران إلى فرنسا بعد ثورة الخميني وتركا مهنة التمثيل لتكريس نفسيها للرقص الصوفي.
وقالت رنا مبتسمة: "قال جلال الدين الرومي، عدة طرق تؤدي إلى الله، أما انا فقد اخترت طريق الموسيقى والرقص، وكانت هذه هي حالتي"، في إشارة إلى شاعر صوفي شهير من القرن الـ13 الذي أسس أتباعه "جماعة الدراويش المولوية".
حركة الدرويش الدورانية
تقتصر هذه الرقصة الروحية والمتوارثة عن الأجداد تقليدياً على الرجال، حتى لو شاركت النساء في احتفالات خلف أبواب مغلقة، من تركيا إلى أفغانستان.
وقالت الراقصة الشابة إنها اعتقدت لفترة طويلة "أن عليها أن تبقى في مكان خاص" حتى مجيء اليوم الذي تجرأت فيه على القيام ببضع دورات في مهرجان في الهواء الطلق بمدينة مونبلييه الفرنسية، وقدمت رقصات فارسية تقليدية.
وتتذكر ذلك اليوم قائلة: "بعد بضع دقائق، أصبت بالذعر وتوقفت لبضع ثوان، كما لو خرقت القاعدة لا شعورياً".
وأضافت: "غادرت بسرعة كبيرة، وسمعت تصفيقاً مدوياً، وفي النهاية قلت لنفسي، كل شيء على ما يرام".
لا ذكر ولا مؤنث
وقالت جرجاني: "في التصوف، الذي يعد الجانب الصوفي للإسلام الروح ليست ذكورية ولا أنثوية.. أن تكون درويشاً وامرأة في آن واحد لا "يتعارض مع الروحانية".
وتصف طقوس رقصتها قائلة: "نقوم بالدوران، رجالاً كنّا أم نساء، بثوب فضفاض أو تنورة، فيكشف الثوب الذي يرفرف عن الروح التي بداخلنا".
لطالما أثار انشغالها تناقض يتمثل في ارتداء الدراويش الذكور في الأماكن العامة في البلدان المسلمة للتنورة، وهي رمز أنثوي، بينما ترقص النساء في الخفاء، وقالت: "في أوروبا، أنا محظوظة لأنني قادرة على التعبير عن نفسي بشكل فني وحر".
تُعرف الرقصة الصوفية باسم سما (الاستماع بالعربية)، هذا "الإنصات الروحاني" يجعل من الممكن الوصول إلى "هالة" (حالة باللغة العربية، تؤدي إلى النشوة)، على مدار دورات تتم "دائماً على الجانب الأيسر، أي جانب القلب، وفي اتجاه دوران الأرض حول الشمس".