"قومية هرري".. رقصات فريدة وأزياء شعبية بلمسات عربية وهندية
قومية هرري إحدى القوميات والشعوب الإثيوبية بشرق البلاد، حيث تقطن إقليم هرر الذي يحمل اسم القومية نفسها.. اقرأ التفاصيل عبر "العين الإخبارية".
تعتبر قومية هرري إحدى القوميات والشعوب الإثيوبية بشرق البلاد، حيث تقطن إقليم هرر الذي يحمل اسم القومية نفسها، وحاضرته مدينة هرر التي تأسست في القرن الـ7 الميلادي، وتعرف بمدينة المآذن لوجود نحو 90 مسجداً، وتحاط بسور به خمس بوابات من مختلف الجهات بنيت على الطراز المعماري الإسلامي كغيره من المباني المنتشرة في المدينة.
وتتميز قومية هرري برقصات فريدة وأزياء تقليدية شعبية تحمل لمسات عربية وهندية، ما يميزها عن القوميات والشعوب الإثيوبية الأخرى التي تجاوزت الـ80 قومية.
وضمن حوارات أجرتها "العين الإخبارية" مع عدد من نساء قومية هرري المعروفة بثقافتها العريقة كما هو حال مدينة هرر التي تمثل إحدى أقدم المدن الإثيوبية، أكدن في إفاداتهن بأن قومية هرري، تمتلك حضارة عريقة وإرثا ثقافيا تليدا، امتزج بالعرب والهنود الذين وطأت أقدامهم هذه المنطقة.
وقالت بكالا إسماعيل، من قومية هرري، إن الملابس التقليدية الشعبية لقومية هرري تقوم بحياكتها النساء، وهذه الملابس تتميز بألوان زاهية عن بقية زي الشعوب والقوميات الأخرى، وتتفرد بطريقة تصميمها.
وأوضحت "بكالا" أن الملابس التقليدية الشعبية لقومية هرري متأثرة بملابس العرب والهنود، وهو ما جعلها مختلفة جدا عن الملابس عند القوميات الإثيوبية الأخرى.
وأشارت إلى أن الرجال في قومية هرري لهم ملابسهم الخاصة، منها ملابس "غكوليتا" للعريس عليها صديري تقليدي، مضيفة أن هناك ملابس "غودورأس" للرجال وهي عبارة عن زي متكامل بسروال إلى جانب غطاء الرأس للعروس أو كبار السن.
وكانت هرر مركزاً للتجارة ولعلماء المسلمين في منطقة القرن الأفريقي ولها عملتها الخاصة، وبعد 250 عامًا من الحكم الذاتي وفي عام 1887 خسرت المدينة استقلالها عندما شن الإمبراطور مينليك الثاني (أمير شيوا) الذي كان يحكم وسط البلاد، هجوماً عليها وأصبح فيما بعد إمبراطوراً لإثيوبيا عام 1889.
فيما عبرت كيمات عبدالجبار عن اعتزازها بالانتماء لقومية هرري، وقالت مرتدية الزي التقليدي الشعبي الخاص بالنساء الهرريات، إن الهرريين يمثلون نموذجا في ملابسهم خاصة النساء ويشتهرن بالعمل في الحرف اليدوية التقليدية، والملابس ذات الطراز الإسلامي، وتتميز أيضا برقصاتها وأغنياتها الشعبية التي يشترك فيها النساء والرجال كل في دائرته.
وأضافت أن نساء قومية هرري يتميزن ببراعتهن في صنع القبعات للرجال وأعمال الحياكة بصورة عامة، مشيرة إلى أن الملابس التقليدية لقومية هرري فريدة ومقتبسة من العرب والهنود.
وتحدثت "عبدالجبار"، عن الزي التقليدي الذي ترتديه، وقالت إن الملابس التي أرتديها هي التي تلبسها الفتيات يوم الزفاف وتسمى "ميت فوطا"، وتتكون من قطعتين: فستان فضفاض واسع وفوطة أو طرحة نغطي بها الرأس وتعرف بـ"ساسة".
وأوضحت أن هناك ملابس تلبس عند الأفراح والأحزان وهي تصمم بلونين أحمر وأسود وتعرف بـ"طيراز"، وقالت: في حالة الفرح ترتدي المرأة الوجه الذي عليه اللون الأحمر فيما تلبس الوجه الأسود عند الحزن.
وتطرقت إلى وجبات قومية هرري وكيفية إعدادها، وقالت إن قومية هرري تتفرد بطريقة إعدادها للوجبات الخاصة بها، والتي هي عبارة عن إدام حلبة مرق بطعمها المميز، بجانب وجبات أخرى منها وجبة أرز بالحنيد، ولفتت إلى أن الإدام وهو عبارة عن حلبة مرق تجهز باللحم، كما أن من الوجبات الخاصة بقومية هرري وجبة "زحوق"، وغالبا ما تجهز للمناسبات والأعياد.
وتشتهر القومية بطريقة تربية أولادها منذ طفولتهم، إذ تبدأ الأسرة بتحفيظ أبنائها القرآن الكريم ويطلق على هذا الطقس "قرآن غي".
و"قرآن غي"، ثقاقة وعادة خاصة بقومية هرري، متوارثة من الأجداد، حيث تعطي هذه القومية مكانة خاصة لحفظ وتحفيظ القرآن الكريم.
وقومية هرري تشتهر باستضافتها المتميزة وحبها للآخرين بطريقة فريدة، إذ تعد مدينة هرر الواقعة في شرق إثيوبيا مثالاً حياً للتعايش وقبول الآخر، إذ تحتضن المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب مستندة إلى إرث ثقافي وحضاري عماده المحبة والسلام.