رنا حايك.. لبنانية حسناء عشقت "تصليح السيارات" (صور)
عشقت اللبنانية رنا حايك عالم السيارات منذ طفولتها، وحلمت أن يصبح مجال عملها، وعندما كبرت اقتحمت مجال تصليح السيارات رغم المشاق.
وتمكنت رنا (25 عاماً) من إثبات نفسها في تصليح المركبات ونافست الرجال ممن يسيطرون على تلك المهنة الشاقة، بل تفوقت عليهم في أحيان كثيرة.
رحلة طويلة لا تخلو من الصعوبات قطعتها رنا للوصول إلى هدفها، حيث روت لـ"العين الإخبارية" أنها كانت ترفض في صغرها اللعب بألعاب الفتيات، وكانت تشارك شقيقها في ألعابه، وبالتحديد السيارات.
وتضيف: "عند سؤالي في المدرسة عن طموحاتي المستقبلية كان جوابي الدائم أن افتح كاراج (ورشة) لتصليح السيارات، ولم يكن أحد من زملائي وأساتذتي يأخذ كلامي على محمل الجد".
وتابعت رنا حايك: "عندما بلغت 16 عاماً طلبت من والدي أن يصطحبني إلى ورشة تصليح سيارات لأتعلم المهنة، بل فكرت حينها في التوقف عن الدراسة لأسير في أولى خطواتي على طريق تحقيق حلمي".
وتوضح رنا أنه رغم معارضة أهلها إلا أنه في النهاية رضخ والدها وطلب من صديقه أن يستقبلها في "كاراجه" ويعلمها المهنة، بشرط أن تهتم بدراستها. وتضيف: "لم يطل الأمر كثيراً، فبعد مدة قصيرة أطلعني والدي أن صديقه لم يعد بإمكانه استقبالي لأن الموظفين في الكاراج لا يركزون على عملهم أثناء وجودي".
وتكمل: "صعقني الخبر وأبكاني، لكن قررت أن أتجاوز الأمر مصرة على استكمال الطريق، وأكملت دراستي الجامعية حيث تخصصت بهندسة الإلكتروميكانيك، وفي ذات الوقت كنت أعمل في كاراج ميكانيك قريب من منزلي".
واجهت رنا رفض المجتمع لاقتحامها مهنة تعتبر حكراً على الرجال، مشيرة إلى أن بعض الأقارب عارضوا اختيارها بقوة، وطلبوا من والديها بذل كل ما في وسعهما لتغير رغبتها، لكنها أصرت أن تمارس ما تحبه في الحياة طالما أنها تعمل بكرامتها ولا تضر أحداً.
وعن صعوبات العمل، تقول رنا حايك: "تبدأ الصعوبات عند تقديم طلب التوظيف حيث يُصدم أصحاب العمل بمظهري ومدى اعتنائي بنفسي، ويسألونني ما الذي يجبرني على وظيفة كهذه، وبعضهم يظن أن المال دافعي، حتى يتأكد من شغفي ورغبتي في تعلم المهنة". وتضيف: "هناك صعوبات تتعلق بتعامل عمال الميكانيكا معي، وكأني كيان غريب عن عالمهم، وعندما يرونني أعمل يعرضون مساعدتهم".
وتشير رنا إلى أن أكبر الصعوبات التي تواجهها تتعلق بالزبائن، موضحة: "ليس سهلاً أن تقنع زبوناً أن فتاة ستصلح سيارته، إذ بمجرد أن أهمّ في بدء العمل يسأل عن (المعلم)، فالكثير من الأشخاص يخشون أن أصلح مركبتهم، لكن مالك الكاراج يخبرهم عن مدى مهارتي في العمل، وبعدها يصبح الأمر طبيعيا بالنسبة لهم".
وعن حجم المهارة التي اكتسبتها، ترد رنا حايك: "كل يوم أتعلم شيئاً جديداً لأواكب التطور التكنولوجي".
وعن كيفية الحفاظ على جمال يديها في تلك المهنة الشاقة، تلفت ابنة بلدة بيت شباب (في المتن) إلى أنها تحرص دائماً على ارتداء القفازات، وحتى إن كسرت أظفارها، مشيرة إلى أن اتساخ يديها لا يمثل مشكلة بالنسبة لها.
وتوضح رنا أنها تطمح في السفر للحصول على شهادة تخصص في هندسة الأوتوموتيف، والعودة إلى لبنان من أجل إنشاء ورشتها الخاصة لتصليح السيارات.
وتؤكد رنا حايك أنه لا اختلاف بين المرأة والرجل، موجهة نصيحة لكل فتاة: "لا شيء يمنعك من العمل في أي مهنة تختارينها، وفي ظل التطور التكنولوجي كل شيء بات أسهل، فعلى سبيل المثال لم تعد المهنة التي اخترتها تحتاج إلى القوة البدنية كما في السابق وإن احتجت لذلك، يمكن أن أطلب مساعدة من معي، فالأمر الأهم ألا ترضخي لأي عائق، وعليكي بالمثابرة وسوف تنجحين بالتأكيد".
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA=
جزيرة ام اند امز