بالصور.. 60 يوماً من التحرير.. الرقة تعود للحياة من جديد
مع عودة نحو 5 آلاف نازح إلى الرقة، تعود ملامح الحياة تدريجياً إلى شوارع المدينة بعد 3 سنوات عاشتها في جحيم داعش.
وسط مباني متهدمة وحطام متناثر يقف طفل صغير بأعين حائرة باحثاً عن ذكرياته بين الشوارع والأزقة.. مشهد متكرر مع المدنيين العائدين إلى منازلهم بمدينة الرقة السورية.
ومع عودة نحو 5 آلاف نازح إلى الرقة عقب تحريرها من يد تنظيم "داعش" الإرهابي، تعود ملامح الحياة تدريجياً إلى الشوارع وجوانب الطرق، ما يؤكد رغبة الأهالي في محو آثار الدمار الذي خلفه التنظيم الإرهابي طوال الـ 3 سنوات الماضية.
خطوات الانتصار
بعد نحو أكثر من شهرين من الانتصار الكبير على داعش، توالت دفعات العائدين إلى أحياء الرقة، حيث أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في الـ17 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تحرير المدينة بالكامل وطرد فلول داعش إلى الحدود العراقية.
وبالنظر للدمار الذي لحق بالمنازل والمباني الحكومية، أصبح إصرار سكان الأحياء والبلدات هو الوسيلة الوحيدة أمامهم للتعرف على ديارهم.
وتواصل القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة عملية تمشيط دائم لجيوب المدينة، حاملين أعلام الانتصار إلى أعلى المؤسسات والمباني الحكومية الناجية من نيران المعارك التي استمرت نحو 4 أشهر.
إرث داعش من الدمار والخراب لا يزال عالقا في أذهان النازحين ومنتشرا بين الأحياء، ومنذ سيطرة داعش على الرقة في يونيو/ حزيران 2014 واتخاذها معقلا الرئيسيا في سوريا، لحقت أضرار جمة بجميع المناطق الأثرية والأحياء السكنية، ومع مرور الوقت فر أكثر من 50 ألف مدني إلى مخيمات جنوب وشرق الرقة وأطراف الحسكة.
ما بعد داعش
سكان المدينة الذين فضلوا البقاء داخل منازلهم متحصنين بطائرات ودبابات الأكراد أثناء المعارك، لا تزال محاولاتهم مستمرة لإعادة الحياة وإعمار المدينة من جديد.
وعاد أصحاب المحال التجارية والأسواق الصغيرة للعمل من جديد، مفترشين الشوارع والأرصفة لعرض بضائعهم، ويسعي التجار السوريون لجذب الفارين من الرقة مرة أخرى بعرض السلع الأساسية بشكل يومي.
عودة حركة الشراء والبيع من جديد تمنح الرقة الحياة وتجبر المسؤولين على اتخاذ خطوات جادة لإعادة الإعمار وتوطين العائدين في منازل مؤقتة لحين إصلاح الديار المهدمة المتضررة جراء الحرب طوال السنوات الماضية.
حنين العودة
وعلى جوانب الطرق المكتظة بالركام والحطام؛ تسير عشرات العربات محملة بالأطفال والنساء العائدين للرقة، بجانب بعض قطع الأثاث البسيطة.
وبنظرات ملؤها حنين العودة تقف بعض السيدات والفتيات أمام مدخل المدينة في انتظار الإجراءات الأمنية، وعند رؤية لافتة "الرقة ترحب بكم" تتجدد آمال العودة واستعادة الذكريات من جديد لدي باقي اللاجئين السوريين الفارين من رصاص الحرب مرددين عبارة "حتما سنعود يومًا".