عام على استشهادها.. الفلسطينية رزان النجار رمزا للإنسانية
رزان قُتلت بعدما أصابها قناص إسرائيلي بعيار ناري في الصدر في 1 يونيو/حزيران 2018 بعد قليل من إسعافها أحد الجرحى في مسيرة العودة.
في منزل العائلة شرق خان يونس الذي يحمل كل ركن وزاوية فيه ما يُذكّر برزان، التقت "العين الإخبارية" والدتها صابرين النجار "45 عاماً" التي حملت رسالة ابنتها الشهيدة التي قتلها الجيش الإسرائيلي خلال عملها الإنساني في إنقاذ الجرحى.
وقُتلت رزان "21 عاماً" بعدما أصابها قناص إسرائيلي بعيار ناري في الصدر في 1 يونيو/حزيران 2018 بعد دقائق من إسعافها أحد الجرحى في مسيرة العودة شرق بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت الأم: "فقداننا رزان موجع وألمه كبير وما يخفف هذا الألم أنها تحولت من أيقونة مسيرة العودة إلى أيقونة عالمية.. فهذا الملاك الأبيض طاهرة القلب باتت شاهدة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي".
في الجمعة التالية لاستشهاد رزان، تولت والدتها مهمتها في إسعاف الجرحى، فارتدت المعطف الطبي وحملت أدوات الإسعاف لتؤدي دور ابنتها الراحلة الشهيدة، "فهذا عهد الوفاء والإنسانية نكمله لآخر المشوار"، كما تقول.
وذكرت أنها اختارت هذا الدرب لأنها آمنت برسالة ابنتها التي شاركت منذ اليوم الأول لمسيرة العودة شرق قطاع غزة التي انطلقت في 30 مارس/آذار 2018، تطوعا في إنقاذ الجرحى، حتى باتت أيقونة مخيم العودة بعد أن أنقذت مئات الجرحى وبين ذراعيها الحانيتين سقط العديد من الشهداء.
تنظر والدة رزان إلى إحدى صورها على جدران المنزل وتقول: "كانت حاضرة هنا وفي مخيم العودة، واليوم بات كل العالم يذكرها، فقد أصبحت رمزاً لقضية فلسطين، واليوم هناك أكثر من فريق طبي متطوع يحمل اسمها ويكمل مشوارها، وصورها باتت في كل العالم".
واستعرضت الأم الموجوعة على فقد فلذة كبدها تفاصيل رحلتها في 28 دولة حول العالم لعرض جريمة قتل ملاك الإنسانية من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت: "قمت بجولة أنا وزوجي في عديد من الدول وعرضت قضية رزان مباشرة ووجدت ردوداً قوية، كانت سنة مليئة بالتعب والمشقة، أنا ناضلت وسافرت وأوصلت رسالة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه".
وأضافت: "تحدثت عن الشهداء وأمهاتهم ومعاناتنا، أثبتت نضال المرأة الفلسطينية هذا النضال الذي لا يعرف عنه العالم شيء".
وخلال جولاتها عرضت أم رزان للعالم عبر الصور والفيديو عمل ابنتهما الإنساني النبيل ودورها في إسعاف الجرحى، وكيف قتلها الاحتلال بدم بارد ومقصود.
تحديات كثيرة واجهتها خلال رحلة استرجاع حق رزان، بما في ذلك حجم غياب المعلومات في المجتمعات الأوروبية عن مظلومية الشعب الفلسطيني وحجم الظلم والإجرام الذي يتعرض له من الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت أن جميع من قابلتهم تأثروا بقصة رزان هذا الملاك، فهناك من بكوا تعاطفا وهناك من طلب الصور، وفي مناطق انطلقت مبادرات إنسانية باسم رزان لتبقى خالدة ورمزاً للعمل الإنساني في كل العالم، فضلاً عن كونها شاهدة على إجرام إسرائيل وقتلها حتى الطواقم الطبية.
ولا يغادر الألم شقيقتا رزان، ريعان "19 عاماً" وراما "10 أعوام"، فهي كانت الروح والبلسم لهما، تقدمهما على نفسها وتجلب لهما ما يفرح القلب.
فريعان اختارت أن تكمل مشوار شقيقتها الإنساني بدراسة التمريض، في حين لا تزال تتذكر كيف غابت عن الوعي بعد سماع خبر استشهادها، وكيف واجهت كل التحديات وهي تقدم في اليوم التالي امتحان الجغرافيا في الثانوية العامة بإصرار على النجاح لتكمل المشوار وهو ما كان.
أما راما ففي كل جمعة لا تخفي خوفها وقلقها على والدتها التي باتت ترتدي المعطف الأبيض وتنزل إلى ميدان المسيرة لتسعف الجرحى.
ومع امتزاج الألم بالفخر لدى العائلة، فهي تبدي مصممة بعد عام من الجريمة، على المضي في اتجاهين، الأول مواصلة مشوار رزان الإنساني، والثاني هو استرجاع حقها عبر ملاحقة الاحتلال لقتله إياها.
وأشارت الأم إلى أنها طرحت قضية ابنتها في جنيف، وهناك مؤسسات حقوقية تتابع هذه القضية في المحاكم الإسرائيلية والدولية، مؤكدة: "لن نغفر ولن ننسى وسنسترجع حق رزان".