التوصل لبكتيريا "مفترسة" تقتل الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية

علماء يعلنون التوصل لشكل من أشكال البكتيريا المفترسة، التي يمكن استخدامها كسلاح جديد ضد الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية.

فيما وصف بأنه إنجاز علمي، أعلن علماء بريطانيون عن التوصل لشكل من أشكال البكتيريا المفترسة، التي يمكن استخدامها كسلاح جديد ضد الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. 

وذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" نقلا عن العلماء من جامعتي إمبريال كوليدج ونوتينجهام، أن هذه البكتيريا الموجودة في الأمعاء -والتي تأكل بعضها البعض- قد تكون بمثابة المضادات الحيوية للمساعدة في القضاء على عدوى قاتلة. 

وأظهرت سلسلة من التجارب أن جرعة من البكتيريا المسماة "الأعلوقة البكتيرية" يمكنها مقاومة هذه الجراثيم بشكل كبير.  

وبالإضافة إلى ذلك، فإن نتائج الاختبارات التي أجريت على الحيوانات، والتي نشرت في نشرة علم الأحياء المعاصر، وجدت أنه ليس لها أي آثار جانبية. 

وأكد العلماء أن هذا الاكتشاف خطوة مهمة في مجال البحوث في استخدام المضادات الحيوية الحية التي يمكن استخدامها على الحيوانات والبشر.  

والأعلوقة هي بكتيريا تسبح بشكل سريع وتتفاعل في طريقها داخل البكتيريا الأخرى، حيث تلتهم ما في داخل البكتيريا المضيفة وتتضخم في الحجم. 

وقد تزايد الخوف من نهاية مفعول المضادات الحيوية، والناجمة عن تزايد معدلات البكتيريا المقاومة للعقاقير، مما دفع العلماء للبحث بشتى السبل عن أنواع جديدة من المضادات.  

وقد أظهرت الاختبارات المعملية أن هذه البكتيريا المفترسة نجحت في القضاء على بكتيريا تسمى الشيجلا. وتصيب بكتيريا الشيجلا، الناتجة عن الغذاء الملوث، ١٦٠ مليون شخص كل عام، ويموت بسببها أكثر من مليون شخص. 

كما أظهرت التجارب في يرقات الأسماك ظهور جرعة مميتة من بكتيريا نجح منها ما نسبته ٢٥٪ فقط من البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثة أيام. ولكن عندما تم حقن يرقات الأسماك بهذه البكتيريا المفترسة، ارتفعت نسبة البقاء على قيد الحياة لـ٦٠٪.

ومن هنا، أعرب العلماء عن اعتقادهم بأن نتائج الدراسة الجديدة ستكون بمثابة وسيلة يعتمد عليها في المستقبل للتعامل مع الجراثيم. وأوضحوا أنه قد يكون استخدام البكتيريا للتخلص من أخرى أمر غير عادي، ولكن في ضوء التهديد الذي يلوح في الأفق من الجراثيم المقاومة للعقاقير فإن إمكانات تفاعل هذه البكتيريا لا ينبغي التغاضي عنها.