بيريز كلمة السر.. كيف توج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني؟
لم يكن تتويج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني مفاجأة لوجود العديد من العوامل وراء هذا الإنجاز، أهمها فلورنتينو بيريز رئيس النادي.
ونجح بيريز رئيس ريال مدريد في إضافة اللقب الـ28 للنادي في عهده، بفضل سياساته التي بدت لوهلة غير محببة للجماهير، لكنها في النهاية قادت الفريق لمنصات المجد.
سياسة فلورنتينو بيريز
رفض فلورنتينو بيريز إجراء صفقات قياسية أو عالمية في الموسم الماضي، باستثناء صفقة واحدة كان يسعى وراءها بقوة ولم تنجح.
وحاول الريال في الموسم الماضي التعاقد مع كيليان مبابي من باريس سان جيرمان مقابل 200 مليون يورو، لكن مسؤولي الأخير تمسكوا باللاعب الذي سيصبح حرا مع نهاية الموسم الحالي.
ورفض بيريز البحث عن بديل لمبابي، لأنه يدرك جيدا أنه يمتلك نجما عالميا مثل الفرنسي كريم بنزيما، الذي يمر بأفضل فترات مسيرته الكروية ولأن مبابي نفسه لا يفصله عن سانتياجو بيرنابيو إلا موسم واحد، وسيكون حرا بدون مقابل.
تجديد دماء الدفاع
في الإطار نفسه، قرر بيريز الاستغناء عن نجمين كبيرين من نجوم دفاع الفريق خلال السنوات الأخيرة، وهما الإسباني سيرخيو راموس والفرنسي رفائيل فاران.
وأثبت رئيس ريال مدريد أنه يسير وفقا لسياسة وفكر ثابتين، لا يتغيران مهما كانت نجومية وأهمية اللاعب.
وفي المقابل، استفاد بيريز من رحيل اللاعبين، ورغم مغادرة راموس مجانا، إلا أن الريال استفاد ماليا بعدم دفع راتبه الضخم المقدر بـ10 ملايين يورو.
في صفقة فاران، حصل ريال مدريد على 41 مليون جنيه إسترليني ثم جدد دفاعه بصفقة النمساوي ديفيد آلابا من بايرن ميونخ، في صفقة انتقال حر، ولاعب والسط المدافع إدواردو كامافينجا من رين الفرنسي (28 مليون يورو).
الاستقرار الفني
منح بيريز الاستقرار الفني لريال مدريد من خلال تجديد عقود مجموعة من أهم نجوم الفريق في الموسم الحالي وعلى رأسهم كريم بنزيما هداف الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
وجدد بنزيما في أغسطس/ آب الماضي، عقده في سانتياجو بيرنابيو لعامين حتى 2023، وفيدريكو فالفيردي حتى 2027 وكاسيميرو حتى 2025 وتيبو كورتوا 4 سنوات حتى 2026 وداني كارفخال (3 سنوات حتى 2025) وناتشو (حتى 2023).
وفي الوقت الذي عانى فيه راموس من إصابات لا تنتهي على مدار الموسم، كان بنزيما يقدم أفضل أداء في تاريخه الكروي، لتثبت صحة وجهات نظر رئيس ريال مدريد ورؤيته في اللاعبين ومن يستحق توقيع عقد طويل ومن يتوجب رحيله، مهما كان حجم ما قدمه للنادي من نجاحات.
تعثر المنافسين
لا يوجد لريال مدريد منافس حقيقي في إسبانيا إلا برشلونة وأتلتيكو مدريد، بالنسبة للأول فمشاكله وأزماته لا تخفى على أحد من الديون لرحيل النجوم مثل ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان مرورا بالخسائر الكبيرة خاصة في دوري أبطال أوروبا.
وبناء على ذلك، فقد برشلونة عددا كبيرا من النقاط خاصة في ظل تغيير المدير الفني برحيل الهولندي رونالد كومان وقدوم الإسباني تشافي هيرنانديز، وبالتالي خرج النادي من سباق المنافسة على الليجا مبكرا للغاية.
أما أتلتيكو بقيادة المدرب دييجو سيميوني، حامل اللقب، فلم يقدر على الاستمرار في المنافسة وخرج مبكرا أيضا مثلما هو الحال في باقي البطولات.
عودة أنشيلوتي
حين يرحل عنك مدرب مثل زين الدين زيدان، الذي قاد الفريق إلى 11 لقبا في غضون 4 سنوات ونصف، منها 3 بطولات لدوري أبطال أوروبا، يكون في منتهى الصعوبة إيجاد البديل المناسب.
ولا يخف على أحد أن ريال مدريد يعاني من كبر سن عدد كبير من نجومه أمثال بنزيما ولوكا مودريتش وتوني كروس وغيرهم.
ومن ثم كان النادي بحاجة لمدرب هادىء وخبير بالفريق وناجح ولم يكن هناك خيار أكثر مثالية من كارلو أنشيلوتي الذي نجح في إدارة الدفة بنجاح رغم لحظات التعثر القليلة مثل لقاء باريس سان جيرمان في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أو برشلونة في كلاسيكو الـ4-0.