إعمار غزة.. 4 مسارات للمبادرة المصرية تُحيي القطاع
عبر أربعة مسارات مختلفة يتوقع أن يبدأ قريبا تنفيذ خطة الإعمار المصرية لقطاع غزة التي أعلنت عنها القاهرة عبر مبادرة رئاسية.
ويترقب الفلسطينيون في غزة وصول وفد هندسي مصري جديد، لوضع ترتيبات عملية لتنفيذ خطة الإعمار بناء على توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة (فلسطينية مصرية) لمتابعة تنفيذ المنحة التي أقرها الرئيس المصري بقيمة 500 مليون دولار لإعمار غزة.
وأوضحوا أن خطة الإعمار المصرية تقوم على أربعة مسارات، الأول قطاع الإسكان، ويتمثل في إعادة بناء الأبراج المدمرة، إلى جانب إقامة 10 آلاف وحدة سكنية على شكل مدن سكنية.
والمسار الثاني يتعلق بإعمار البنية التحتية بما في ذلك إقامة الجسور والكباري في مفترقات مزدحمة بالقطاع وهو أمر غير موجود سابقا.
وحسب المصادر، فإن المسار الثالث يتعلق بإعمار مقرات حكومية مدمرة أو متضررة لا سيما في قطاع التعليم، فيما المسار الأخير يتعلق بإعمار مصانع ومنشآت اقتصادية مدمرة.
وفد مصري جديد لغزة
وقال المهندس ناجي سرحان، وكيل وزارة الأشغال بغزة، في تصريح صحفي: إن وفدا مصريا فنيا هندسيا ومتخصصا سيزور غزة مطلع الأسبوع القادم للاطلاع على آثار التصعيد الأخير والتجهيز لإعادة إعمار الأبراج المدمرة وتأهيل البنية التحتية وبناء آلاف الوحدات السكنية.
وذكر سرحان لدى عودته إلى غزة بعد زيارة إلى القاهرة أن وفدًا آخر سيزور القطاع لدراسة إعادة إعمار المنشآت الاقتصادية والزراعية وتنفيذ مشاريع نوعية وحيوية من جسور وكورنيش وخلافه...
وترأس سرحان وفدا حكوميا من غزة ضم عددا من وكلاء الوزارات واتحاد المقاولين والقطاع الخاص والتقى نائب رئيس جهاز المخابرات العامة وعددا من قادة الجهاز ومن أصحاب الاختصاص واستشاريين مختصين بأعمال إعادة الإعمار وأطلعهم على حجم الخسائر وآخر مستجدات وخطط وبرامج إعادة الإعمار.
وقدم سرحان شكره لجمهورية مصر العربية ممثلة بالرئيس عبدالفتاح السيسي الذي خصص منحة مالية بقيمة ٥٠٠ مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة.
كما قدم الشكر إلى رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل ونائبه الذي يترأس اللجنة المصرية لإعادة إعمار غزة.
وأكد على أن أعمال إزالة الركام في تقدم ملموس بمساعدة الآليات والمعدات المصرية التي جاءت لتساعد المقاولين الفلسطينيين.
كان وفد هندسي وفني مصري وصل مع عشرات المعدات الثقيلة إلى غزة للمساعدة في إزالة الركام قبل أيام تمهيدا للشروع في الإعمار.
تفاصيل الاتفاق
في السياق، كشف أسامة كحيل، نقيب اتحاد المقاولين الفلسطينيين، عن اتفاق بتشكيل لجنة مشتركة (مصرية- فلسطينية) للبدء بتنفيذ المنحة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال كحيل، الذي شارك في اجتماعات القاهرة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: إن جزءًا من المنحة المصرية سيخصص لإعادة بناء الأبراج السكنية المهدمة وتأثيثها بالكامل، وإعادة بناء مقرات حكومية متضررة، إضافة لإنشاء 10 آلاف وحدة سكنية للفقراء والأزواج الشابة، وإنشاء جسور في تقاطعات مزدحمة داخل غزة.
وأشار إلى أن الاجتماعات في القاهرة بحثت إعادة إنشاء المصانع التي دمرت في العدوان والتعويض يشمل رفدها بالمواد الخام ودراسة إنشاء منطقة صناعية حرة مشتركة.
وأكد الاتفاق على توريد احتياجات المنحة المصرية من المواد الإنشائية والمواد الخام من الجانب المصري على أن تكون ذات أسعار أقل وجودة أعلى من تلك الموردة عبر الجانب الإسرائيلي.
وأشار إلى الاتفاق على أن تكون الأولوية للشركات المصرية في تنفيذ مشاريع نوعية بغزة، ليس لشركات غزة خبرات سابقة في تنفيذها، وتسهيل تنقل رجال الأعمال وأصحاب شركات المقاولات الغزية عبر معبر رفح البري.
وفد حكومي إلى القاهرة
كانت الحكومة الفلسطينية، أعلنت، أمس الخميس، أن وفدا من وزرائها سيتوجه إلى القاهرة خلال اليومين المقبلين لبحث ملف إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال بيان صادر عن الحكومة الفلسطينية إن الوفد برئاسة نائب رئيس الحكومة، زياد أبوعمرو، سيضم وزراء الاقتصاد والأشغال العامة والإسكان، والزراعة والحكم المحلي.
وبحسب وزارة الأشغال العامة في غزة فإنه تم إحصاء 1200 وحدة سكنية تدمرت بشكل كامل، و1000 وحدة سكنية تدمرت بشكل جزئي بليغ وصارت غير صالحة للسكن، و20 ألف وحدة سكنية ما بين متوسط وطفيف. وقدرت تكلفة إعادة إعمار تلك الوحدات السكنية بنحو 150 مليون دولار.
ورعت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة بعد موجة توتر بدأت في العاشر من الشهر الماضي واستمرت 11 يوما قتل خلالها أكثر من 250 فلسطينيا.