اشتداد القمع بميانمار.. أمريكا تسحب بعض دبلوماسييها
أمرت الولايات المتحدة دبلوماسييها غير الأساسيين في ميانمار بالمغادرة، في خطوة تأتي مع اشتداد القمع، ومقتل أكثر من 520 مدنيا برصاص الأمن، في حصيلة قياسية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إنها وبعد أن "أذنت في 14 فبراير/ شباط بالمغادرة الطوعية لموظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين وأفراد أسرهم، فإنّها اليوم تأمرهم بالمغادرة، وحذرت رعاياها من السفر إلى ميانمار".
وأضافت الوزارة: إن "الجيش في ميانمار احتجز وعزل مسؤولين حكوميين منتخبين.. حدثت احتجاجات ومظاهرات ضد الحكم العسكري ومن المتوقع أن تستمر".
وقُتل أكثر من 520 مدنياً، بينهم عدد كبير من الطلاب والشباب الصغار، على أيدي قوات الأمن في ميانمار منذ الانقلاب العسكري في الأول من فبراير/ شباط.
وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً الأربعاء في جلسة مغلقة بطلب من لندن، وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس المجموعة الدولية على إبداء "المزيد من الوحدة" و"المزيد من الالتزام" للضغط على المجلس العسكري.
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن سلسلة عقوبات جديدة في الأيام الماضية، لكن هناك بعض الدول التي تعارض مثل هذه الإجراءات وترفض إدانة الانقلاب رسمياً.
ويواصل القادة العسكريون -وهم يعوّلون على هذه الانقسامات- حملة القمع الدموية لمحاولة وضع حد للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية وللإضرابات التي تشهدها البلاد، من دون إقامة أي اعتبار للإدانات والعقوبات الغربية.
وأعلنت "جمعية مساعدة السجناء السياسيين" في بيان مقتل 521 شخصا بينهم الكثير من الطلاب والمراهقين على أيدي القوات الأمنية في الشهرين الأخيرين، مشيرة إلى أنّ عدد القتلى "ربّما يكون أعلى من ذلك بكثير" في وقت لا يزال فيه المئات ممّن اعتقلوا خلال الشهرين الماضيين في عداد المفقودين.
والسبت، في يوم القوات المسلّحة البورمية، قتل 107 مدنيين على الأقلّ بينهم سبعة قصّر.
والثلاثاء قتل ثمانية أشخاص في موسي في ولاية شان (شمال شرق) وآخرون لم يكشف عن عددهم في مييتكنيا في ولاية كاشين (شمال) وماندالاي (الوسط الشمالي) وباغو (جنوب) وفق الجمعية.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنّ متظاهراً قُتل في رانغون عاصمة البلاد الاقتصادية، في حين تحقّق السلطات في انفجار قنبلة في مركز للشرطة في باغو أسفر عن سقوط جرحى.
من جهتهم عمد المتظاهرون إلى استخدام أساليب مقاومة جديدة، فقد أطلقوا "إضراب القمامة" لسدّ منافذ الطرقات الرئيسية لدرجة تراكمت فيها النفايات في شوارع رانغون ووضعت فوقها علامات صغيرة كتب عليها "نحن بحاجة إلى الديمقراطية"، بحسب صور بثتها وسائل الإعلام.
وإزاء حمّام الدم هذا، هدّدت فصائل مسلّحة عدة بالتصدّي المسلّح للمجلس العسكري.
وجاء في بيان مشترك للفصائل وقّعه خصوصاً "جيش أركان"، وهو فصيل مسلّح يضم آلاف العناصر ومجهّز بشكل جيّد، أنّه إذا واصلت قوات الأمن "قتل المدنيين سنتعاون مع المتظاهرين وسنردّ".
وصرّحت ديبي ستوثارد العضو في الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان أنّ "الأوضاع قد تنزلق نحو حرب أهلية شاملة"، مضيفة أنّ "المجلس العسكري لا يريد التخلي عن أيّ شيء، والمحتجّون السلميون بغالبيتهم إلى حدّ الآن، يغريهم طلب مساعدة الفصائل المسلّحة لحمايتهم".
ومنذ استقلال ميانمار العام 1948، تخوض مجموعات إتنية نزاعاً مع الحكومة المركزية من أجل تعزيز الحكم الذاتي وتقاسم ثروات البلاد والحصول على حصّة من تجارة المخدّرات المدرّة للأرباح.
وفي السنوات الأخيرة وقّع الجيش وقفا لإطلاق النار مع بعض الفصائل، شطب في منتصف مارس/ آذار "جيش أركان" من قائمته للمنظمات الإرهابية.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjE5MyA=
جزيرة ام اند امز