"البسطات".. انتعاش على خطوط النار شرق غزة
الباعة الجائلون وجدوا في التجمعات الحاشدة فرصة لالتقاط رزقهم، إلى جانب المشاركة في الفعالية التي استقطبت اهتمام عشرات آلاف الفلسطينيين.
أنعشت مخيمات العودة المقامة في مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة حركة البسطات والباعة الجائلين، الذين وجدوا في التجمعات الحاشدة يوميًا فرصة لالتقاط رزقهم، إلى جانب المشاركة الوطنية في الفعالية التي استقطبت اهتمام عشرات آلاف الفلسطينيين.
ويحرص أحمد صبحة على الحضور مبكرًا إلى المخيم المقام شرق خزاعة بخان يونس، على دراجته ذات العجلات الثلاث، ليبيع العصير المُثلج، ويبقى هناك إلى غروب الشمس.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في فترة الظهيرة إلى ما بعد العصر، يجد عصير صبحة رواجًا لافتًا لدى الشبان الذين يتوافدون للخيمة من أنحاء خان يونس، للمشاركة في الاعتصام والمواجهات مع الاحتلال والتي باتت من المظاهر اليومية للقطاع لليوم الرابع على التوالي.
يقول صبحة لـ"العين الإخبارية": "عندما علمت بإقامة المخيم، قررت الحضور هنا، لأشارك وفي الوقت نفسه أكسب رزقي وقوت أسرتي والحمد لله، الأمور جيدة، خاصة يوم الجمعة".
وجمعت شرق خان يونس، الجمعة الماضية، ما بين 20-30 ألف وفق تقديرات المنظمين، في واحدة من أكبر التظاهرات التي شهدها قطاع غزة، ضمن فعالية "مسيرة العودة الكبرى"، وباتت التجمعات تتكرر يوميًا.
استفادة مزدوجة
في أحد أطراف المخيم، يقف الشاب خليل أبوعبيد، خلف بسطته التي حوّلها إلى مطعم شعبي يقدم ساندويتشات الفلافل والفول.
يناول أبوعبيد أحد الشبان طلبيته ويقول "أحببت المخيم، والحالة الوطنية الحاضرة والمشاركة من الجميع، استفادتي مزدوجة أعتصم وأكسب رزقي والحمد لله الأمور تمام".
وتحولت المخيمات التي أقيمت في خمس ساحات وتبعد مسافات تتراوح بين 300-700 متر عن السياج الحدودي الإسرائيلي شرق محافظات القطاع، إلى مزارات شعبية يتوافد إليها المواطنون والعائلات خلال ساعات النهار، فيما تندلع على أطرافها المواجهات مع قوات الاحتلال.
ويوضح أبوعبيد "بعض الزوار يأتون في وقت مبكر، وبالتالي يحتاجون للطعام والشراب والمسليات، وهو ما نوفره لهم من خلال بسطاتنا البسيطة".
وتتفشى البطالة في قطاع غزة وتصل إلى 43% فيما ترتفع إلى 67 % في أوساط الفئات الشابة والخريجين.
انتعاش على خطوط النار
ويشير أبو عبيد إلى أن إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع من الاحتلال لليوم الرابع على المخيمات لا يمنع المواطنين من القدوم إليها.
وعلى نيران هادئة، يُقلب يوسف أبوحماد حبات الفستق، وهو يدندن بأغاني الثورة والعودة.
ويشير إلى أن توقعاته بأن تلقى بضاعته رواجًا في هذه الأجواء كانت في محلها، مضيفًا "كما ترى، هنا نساء وأطفال ورجال وشباب وشيوخ، المشهد هنا جميل ووطني تحت ظلال العلم الفلسطيني".
وفي حالة تكاد تكون نادرة اتفقت الفصائل الفلسطينية على أن تكون التظاهرات تحت راية العلم الفلسطيني، بعيدًا عن الرايات الفصائلية.