اللاجئون السوريون.. ماذا بقي من بلادنا لنعود؟
مركز كارنيجي للأبحاث يسلط الضوء على صعوبة عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم في ظل الوضع الراهن.
نشر مركز كارنيجي الأمريكي للأبحاث تقريراً حول إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وذلك بعد ظهور العديد من التطورات الميدانية التي قد تطيل أمد الحرب السورية إلى سنوات عديدة أخرى.
وشرح التقرير أن اللاجئين السوريين لم يبقَ لهم أي شيء ليعودوا إليه، فمع دمار مساكنهم وأعمالهم وتفكك القاعدة الاجتماعية لمجتمعاتهم نتيجة القتال، فإن إحساساً عميقاً بـ"الاقتلاع من الجذور" يؤثر في قرار عودتهم إلى ديارهم، فالعديد منهم يطرح تساؤلاً حول ماذا بقي لهم لكي يعودوا إلى سوريا؟.
وجاء في التقرير أنه بالرغم من هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في محافظات الرقة ودير الزور إلا أن ذلك لن يؤدي إلى عودة واسعة للاجئين، حيث من غير المحتمل أن تعود الروابط الاقتصادية بين كل من تلك المحافظتين والمحافظات المجاورة لها في المستقبل القريب.
وأضاف التقرير أن الجماعات المسلحة على الأرض قامت باختيار قيادات محلية لا تمثل الطبقات والشرائح الشعبية في تلك المحافظات، الأمر الذي يدفع باللاجئين للعزوف عن العودة إلى ديارهم.
وكشف التقرير عن أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بآليات تدقيق عشوائية للاجئين العائدين فتحت الأبواب أمام التجاوزات، إضافة إلى تقارير عن عمليات قتل انتقامية قامت بها تلك القوات خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكانت الشكوك في أهداف الأكراد بشرق سوريا أحد السبل التي أشعلت الصراع في الداخل السوري، إضافة إلى أن هناك إحساساً عميقاً بعدم جدوى العودة بين اللاجئين قوض التماسك الاجتماعي الذي يعد ضرورياً للعودة بحسب التقرير.
وشدد التقرير على أن منطقة شرق سوريا حيوية لجهود استعادة الأراضي بالنسبة لنظام الأسد، إضافة إلى أن تلك المنطقة أيضاً هي منطقة حاسمة بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية لضمان الحصول على الشرعية السياسية في تسويات ما بعد الحرب، الأمر الذي يعني مواجهة حتمية بين الطرفين تعوق عودة اللاجئين على المدى الطويل.
ونوه التقرير إلى أهمية عدم الفصل بين التسوية السياسية السورية وأزمة اللاجئين، حيث إن أي تسوية لا تضع شرط عودة اللاجئين إلى سوريا ستعيق عملية إعادة الإعمار، نظراً لإقصاء المهنيين وأطراف المجتمع الذين يشكلون الركن الأساسي في عملية إعادة الإعمار السورية، إضافة إلى أن عودة اللاجئين إلى الأراضي السورية دون تسوية ستتسبب في نشوب نزاعات بين القيادات التقليدية في المجتمعات والقيادات الجديدة التي جرى تمكينها بفعل الحرب.
وشدد التقرير على أن تسوية سياسية شاملة في سوريا تستهدف استعادة الأدوار التقليدية لكل من الرقة ودير الزور في نظام المناطق المحلية السورية، هي أحد الأسباب المهمة في نجاح عملية عودة اللاجئين إلى سوريا.