بالصور.. عائلة سورية لجأت لبريطانيا: نشعر هنا بالوطن
نور، أحد أفراد عائلة البعريني السورية، قال: إن "الوصول إلى لندن كان بمثابة حلم وأصبح حقيقة".
عندما وصلت عائلة عبدول البعريني إلى برمنجهام بإنجلترا، لم يكن أفرادها قادرين على نطق كلمة واحدة بالإنجليزية. لكن الآن بعد مرور عامين على استقرارهم تحدثت العائلة السورية ببلاغة وقوة حول حياتهم الجديدة من منزلهم قبالة حي سوهو الصاخب.
- "صنع في سوريا".. اللاجئون يعوضون حنين الوطن بمنتجات بلادهم
- اللاجئون السوريون يعدون أنفسهم للبقاء في مصر
وفي تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، قال نور، الابن الأكبر (24 عاما): إن "الوصول إلى هنا كان بمثابة حلم وأصبح حقيقة".
فمنذ 6 سنوات، شعرت عائلة عبدول البعريني بأن أحلامها تحطمت باندلاع الحرب التي أجبرتهم على مغادرة سوريا، وترك منزلهم وبداخله معظم ممتلكاتهم.
وكانت العائلة تعيش حياة جيدة في مدينة حمص، فالأب كان يعمل ميكانيكيّا وزوجته كانت تتدرب على التمريض، أما أبناؤهم الثلاثة فكانت طموحاتهم تتلخص في الالتحاق بجامعات عليا وممارسة الرياضة بصورة احترافية.
ووصلت العائلة السورية إلى لندن في يناير / كانون الثاني 2016، وهي مكونة من 5 أفراد من أصل 20 ألف لاجئ سوري آخر تم استقبالهم حتى الآن في بريطانيا، عبر خطة إعادة توطين الأشخاص الضعفاء.
وكانت الحكومة البريطانية تعهدت باستقبال 20 ألفا من سوريا التي مزقتها الحرب منذ 7 سنوات.
وقال هلال، 22 عاما، أحد أبناء العائلة، وهو لاعب في فريق ناشئين بسوريا: "عندما غادرت عائلتي إلى الأردن المجاور اضطررت إلى التخلي عن حلم لعب كرة القدم في منتخب بلادي".
وأضاف أنه حارب من أجل الاستمرار في اللعب بنفس الوتيرة والمستوى.
وتابع: "كان الأمر صعبا جدا في الواقع.. لعبت مع فريق في الأردن وأعجبوا بي، لكن لأنني سوري الجنسية لم ينجح الأمر"، بحسب قوله.
وبقيت الأسرة في الأردن 4 سنوات، وعاشت في غرفة واحدة معظم هذه الفترة. وبسبب صعوبة حصولهم على المال، واجهوا العديد من المشكلات.
من جانبها، قالت الأم التي تدعى سماح (44 عاما) إن ترْك كل شيء في سوريا أمر صعب، مضيفة: "لم يكن لدينا خيار آخر بسبب الأوضاع هناك".
وأوضحت: "عندما تكون في وطنك تشعر بالحرية، لكن في بلد آخر تكون لاجئا، والأمر صعب جدا".
وفي عام 2015، تلقى رب الأسرة عبدول البعريني مكالمة هاتفية من الأمم المتحدة تبلغهم أنه في إمكان العائلة السفر إلى بريطانيا.
وقال عبدول (55 عاما) والذي أصيب العام الماضي بنوبة قلبية بسبب التوتر أبعدته عن العمل : "شعرت وكأنني حصلت على أمل لعائلتي وسأشعر بالأمان مجددا". وأضاف: "الآن في برمنجهام، يمكنني الخروج في أي وقت بأمان تام. أشعر هنا بالوطن".
وبينما يحتسون الشاي في منزلهم البريطاني، وصفت العائلة الاختلافات التي كان عليهم التأقلم معها في حياتهم الجديدة، من لغة وطعام ومواصلات عامة.
لكن بمساعدة جمعية Refugee Action تمكنوا من التعايش الكامل مع الحياة في بريطانيا.
أما نور فوضع تعلم الإنجليزية هدفاً أمامه فأصبح يتحدثها بطلاقة كأي شخص يتحدثها منذ سنوات.
وقال إنه كان يدرس 12 ساعة يوميا وبعد 5 شهور فقط تمكن من اجتياز اختبار اللغة الإنجليزية المتقدم، وتقدم بطلب للالتحاق بالجامعة، وهو يدرس الآن علوم الكمبيوتر في جامعة برمنجهام. كما بدأ في تأسيس شركة التطوير الخاصة به.
وفيما يخص الابنة مريم (15 عاما) أصغر أفراد أسرة البعريني، فتحدثت بحماس عن مدرستها وحجرتها الممتلئة برسومات مهداة من أصدقائها الجدد.
وقالت مريم إن موادها المفضلة هي العلوم والرياضيات، وهي تخطط لدراسة الهندسة الزراعية في الجامعة.
أما هلال فيعيد بناء آماله المتعلقة باحتراف كرة القدم، حيث لم يتمكن في البداية من توقيع عقد مع برمنجهام سيتي؛ بسبب عدم حيازته تأشيرة، لكن الآن حصل على المستندات المطلوبة وسيعيد المحاولة.
وأعرب الأب عبدول والأم سماح، عن سعادتهما لرؤية البسمة من جديد على وجوه أبنائهما.
وقالت سماح التي تحضر صفوف لتعلم الإنجليزية حاليا: "أنا فخورة بأولادي لأنهم تمكنوا من تعلم الإنجليزية خلال 7 أو 8 شهور".
وأضافت بمجرد تمكنها من اللغة ستعود للعمل كممرضة.
ولا تزال العائلة تحمل ذكريات عديدة من سوريا، لاسيما شعورهم بالألم الشديد للحرب المستمرة هناك.
وقال الأب: "من الصعب جدا رؤية ما يحدث في بلدي عبر الأخبار.. ومن المروع عدم القدرة على القيام بأي شيء حيال ذلك.. يمكننا المشاهدة فقط".
واختتم حديثه: "نحن محظوظون.. أنا مدين لبريطانيا بالكثير لمنحها هذه الفرصة لنا".