لحظة بلحظة شاهد حفل افتتاح مهرجان كان 2025

منذ إعادة تصميم مهرجان كان السينمائي عام 1984 على غرار حفل الأوسكار، اقترن اسمه بسجادته الحمراء المميزة.
كانت تُستبدل هذه السجادة ثلاث مرات يوميًا، لكنها اليوم تُغيَّر مرة واحدة فقط مراعاةً للاعتبارات البيئية. تتدرج ألوانها بين "روسّو" في المنتصف و"تياترو" على الجانبين، وتخضع لمراقبة أمنية مشددة جعلت منها كيانًا مستقلًا بقوانينه ولوائحه التنظيمية.
بدء فرش السجادة الحمراء لاستقبال النجوم
تسبق السجادة الحمراء انطلاق مهرجان كان بتفاصيلها الدقيقة التي تخضع لبروتوكولات دقيقة، من الأزياء إلى السلوكيات، لتفرض نظامًا فريدًا يميزها عن أي سجادة أخرى في العالم، تمتد السجادة الحمراء بطول 60 مترًا والموزعة على 24 درجة تقود إلى قصر المهرجانات.
تييري فريمو وحملة ضد السيلفي
في عام 2015، بدأ تييري فريمو، مدير المهرجان، حملة ضد التقاط صور السيلفي على السجادة الحمراء، واصفًا هذا السلوك بأنه "سياحي" و"سخيف" و"فجّ". عام 2018، قرر فريمو حظر هذه الممارسة بالكامل. ووفقًا له، فإن التزاحم الناتج عن محاولة 2300 ضيف دخول القاعة يتعطل بسبب التقاط الصور، مما يُخِلُّ بانتظام الحدث ويُضعف صورته العامة. ورغم ذلك، غالبًا ما يُستثنى المشاهير من هذا الحظر.
التزام صارم بزي الرجال منذ 1949
يفرض المهرجان على الرجال ارتداء بدلة سهرة مع بابيون أو ملابس رسمية مسائية، كما ورد على موقعه الرسمي. لا يُستثنى أحد من هذه القاعدة، وهو ما اختبره الكاتب الأمريكي هنري ميلر عام 1960، حين مُنع من دخول افتتاح المهرجان رغم كونه عضوًا في لجنة التحكيم، لارتدائه بذلة تويد.
أما الفنان بابلو بيكاسو، فاستُقبل عام 1953 مرتديًا بذلة قطيفة وسترة من جلد الغنم وربطة عنق، ما جعله ضمن الإطار المقبول حينها. بدأت معايير اللباس تتبلور منذ عام 1949، غير أن عدم توحيد التطبيق في بعض العروض كان يسبب امتعاضًا لدى بعض المنتجين. بعض وسائل الإعلام وصفت هذا التشدُّد بأنه "سنوبي"، وهي تسمية لا تزال تتردّد حتى اليوم.
تساهل نسبي مع النساء ضمن حدود محددة
رغم أن مهرجان كان يُظهر مرونة أكبر تجاه لباس النساء مقارنة بالرجال، فإن تلك المرونة تظل خاضعة لتوجيهات عامة. يُسمح لهن بارتداء فستان كوكتيل، أو بلوزة أنيقة مع سروال أسود، أو فستان أسود.
لم تُسجَّل حوادث منع لمشاركات نسويات شهيرات، حتى في حالات جريئة مثل ظهور الممثلة الإباحية الإيطالية إيلونا ستالر، المعروفة بـ"لا تشيتشولينا"، عام 1988 شبه عارية، تحمل دمية وترتدي أشرطة مكشوفة، وهو ما وصفته صحيفة "تيلي ستار" بـ"الفستان" بين علامتي تنصيص ساخرَتين.
ورغم هذا، أصدر المهرجان هذا العام توجيهًا يُمنع بموجبه "العري الكامل" على السجادة الحمراء وفي أنحاء المهرجان، لأسباب تتعلق باللياقة العامة. ووفقًا لمتحدث رسمي، فإن هذا الإجراء لا يهدف إلى التحكم في اللباس بحد ذاته، بل إلى حظر العري الكامل بما يتماشى مع القوانين الفرنسية والإطار الرسمي للمهرجان.
في سياق متصل، رُفضت محاولة الممثلة الفرنسية ماسيل تافيراس للصعود إلى الدرج وهي ترتدي فستانًا أبيض طويلًا تتوسطه لوحة مرسومة يدويًا للمسيح، إذ رأت إدارة المهرجان أن هذا النوع من الأزياء "الضخمة" قد يعرقل حركة الضيوف ويُعقّد ترتيبات الجلوس. ويحتفظ المهرجان بحقه في منع دخول من يرتدي زيًّا يؤثر على انسيابية الحدث.
قواعد الأحذية: من المنع إلى المرونة
لا تزال تعليمات الأحذية في مهرجان كان تثير الانتباه. يُمنع الرجال من ارتداء الأحذية الرياضية بشكل صريح، أما النساء، فكانت تعليمات اللباس المتعلق بالأحذية محل تساؤل حتى عام 2015، عندما مُنعت عدة نساء من حضور عرض فيلم Carol لتود هاينز بسبب ارتدائهن أحذية مسطحة. هذه الحادثة أثارت انتقادات واسعة، دفعت المهرجان إلى مراجعة مواقفه. وفي الدورة السبعين عام 2017، أطلق المهرجان شارة ترويجية كُتب عليها: "حلمي: أن أمشي على السجادة الحمراء بصنادل الشاطئ"، وقد تحقق هذا الحلم جزئيًا في عام 2023 حين خلعت النجمة جينيفر لورنس حذاءها خلال جلسة تصوير قبل عرض فيلم Anatomy of a Fall الحائز على "السعفة الذهبية".
aXA6IDE4LjIyMy4xMTQuMjUxIA==
جزيرة ام اند امز