موظفو الصليب الأحمر.. رسل الإنسانية ضحايا إرهاب الحوثي بعدن
بغرض مواصلة رحلاتهم الإنسانية، قادهم القدر نحو مصيرهم، وأوجدهم في مكانٍ اعتادوا على زيارته لتحقيق رسالتهم في خدمة الإنسان.
لكن في هذه المرة؛ لم يستطع رسل السلام من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقديم العون والمساعدة لقتلى وجرحى الهجوم الحوثي على مطار عدن الدولي، الأربعاء الماضي، لأنهم كانوا هم الضحايا.
وفقدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 3 من موظفيها وإصابة 3 آخرين توصف إصابة أحدهم بالخطيرة، وجميعهم لعبوا دورا حيويا في نجاح أكبر صفقة تبادل أسرى بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي والتي شملت 1080 معتقلا وأسير حرب من الطرفين في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
"ليسوا مجرد أرقام".. بهذه الكلمات التي تحمل الكثير من الدلالات وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، المكانة التي تحملها لموظفيها في مكتب اليمن، ممن فقدوا حياتهم خلال تفجيرات مطار عدن الدولي.
وعدّدت اللجنة الدولية، في بيان، اطلعت "العين الإخبارية" نسخة منه، مناقب الذين فقدوا حياتهم من موظفيها في هجوم مطار عدن، وأشادت بجهودهم وأعمالهم خلال عملهم لدى الصليب الأحمر الدولي.
وقالت: "نحن نعرف شغف الدكتور حميد القديمي الذي يعمل في أحد المستشفيات التي يدعمها الصليب الأحمر داخل اليمن، ومدى تفانيه في خدمه مرضاه"، مشيدةً بجهوده في هذا المجال.
وكشفت اللجنة أن الدكتور القديمي كان مسافرًا لتحضير أوراق مناقشة أطروحته العلمية لنيل درجة الدكتوراه الخاصة به.
كما تحدثت اللجنة الدولية عن جهود أحد أبرز موظفيها، ممن ساهم في إنجاح أكبر عملية تبادل أسرى على الإطلاق بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي، والتي تمت منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشملت إطلاق سراح 1080 أسير من الطرفين.
وقال البيان: "كما نعرف زميلنا أحمد وعمله المرهق في تنسيق أنشطة النقل الجوي والتي شملت الإشراف على نقل أكثر من 1000 محتجز سابق إلى ديارهم في أكتوبر الماضي"، وقضى هو الآخر في تفجيرات الأربعاء.
وأشارت إلى جهود أحد موظفيها في مكتب اليمن، يدعى كايرانجا، ويعمل كمتخصص في مجال الأشعة، وشبّهت حركته ومساعيه وجهوده الإنسانية "كالركض"؛ لمساعدة المرضى والتأكد من صحة تشخيصاتهم.
وعادت اللجنة لتؤكد "هم لنا ليسوا أرقامًا بل سواعد تعمل كل يوم من أجل اليمن (..) هذا يوم مأساوي.. لنا ولشعب اليمن".
فيما ضمّ الإعلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عدنان حزام، هؤلاء الذين قضوا من زملائه في اللجنة إلى "قائمة الإنسانية"، كما أسماها.
وقال حزام: "ينضم حميد وأحمد وكابرانجا إلى حسين وعبدالكريم ومحمد وحنا، الذين جمعتنا بهم الإنسانية وغيبتهم عنا اللاإنسانية".
ورغم آلام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وخسارتها 3 من موظفيها، إلا أنها لم تتناس مأساة الشعب اليمني، حيث أشارت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في اليمن كتارينا ريت إلى هذه الكارثة.
وقالت في تصريحات صحفية: "لقد سدد هذا الانفجار ضربة موجعة للكثير من العائلات بما خلفه من قتلى ومصابين"، وأضافت "لقد عاش اليمن أيامًا حالكة السواد، ونأمل في أن يرى غدًا مشرقًا في القريب العاجل".
وكانت الحكومة اليمنية الجديدة بعثت رسالة تعزية إلى مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبيرت مارديني، في سقوط عدد من القتلى والجرحى من موظفي اللجنة في الحادث الإرهابي الذي استهدف الحكومة، الأربعاء، بمطار عدن الدولي.
ولم تغفل الحكومة اليمنية الإشارة إلى جهود الصليب الأحمر الإنسانية في اليمن، خلال الحرب التي افتعلتها المليشيات الحوثية.
وقالت في رسالتها، وفقا لوكالة سبأ: "في هذا الظرف الأليم، دعونا نستذكر ونقدر العمل الإنساني الرائد للصليب الأحمر في اليمن خلال هذه الأزمة الانسانية التي أنتجها المتمردون الحوثيون".
يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لم يقتصر نشاطها في اليمن على التدخلات أثناء النزاعات المسلحة كما هو معروف عنها، ولكنها أضافت مؤخرًا تدخلات في مجال الصحة ومواجهة الحميات وجائحة كوفيد 19.
والأربعاء الماضي، وقع انفجاران مصحوبان بإطلاق نار في مطار عدن، لدى وصول طائرة الحكومة، ما أسفر عن سقوط 135 قتيلا وجريحا بينهم 11 صحفيا، وذلك في آخر حصيلة للسلطات في العاصمة اليمنية المؤقتة.
واتهمت الحكومة اليمنية إيران بالوقوف خلف الهجوم الذي أودى بحياة 25 شخصا، وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، إن معلومات للأجهزة الأمنية والمخابرات تشير إلى أن خبراء إيرانيين دبروا هجوم مطار عدن الغادر.
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA== جزيرة ام اند امز