كن عارفاً ومدركاً بأن أعظم استثمار لن تخسر بعده ذرة، هو استثمارك لحب الله لك عندما رزقك أروع الثمرات في هذه الدنيا من بنات وبنين.
كن عارفاً ومدركاً بأن أعظم استثمار لن تخسر بعده ذرة، هو استثمارك لحب الله لك عندما رزقك أروع الثمرات في هذه الدنيا من بنات وبنين، تداركهم بالعناية والاحتواء والتربية والمحبة والعلم النافع قبل أن يتداركهم الجهل والتخبط وأصحاب السوء، جاءوا إلى الدنيا أبرياء وأنت وليّهم فلا تسمح لأي إهمال أن يتولاهم ولا تترك ثغرة للضياع أن تُغرقهم! سنصبح أغنى الأغنياء عندما ننجح أولاً في أبوتنا الحكيمة وأمومتنا الرحيمة.
لماذا نقف متفرجين أمام ظواهر خاطئة وسلوكيات شاذة ونفسيات متخبطة أنتجتها عوامل اجتماعية واقتصادية وأساليب تربوية مغلوطة، وعقول غير واعية ونفسيات غير متزنة للآباء والأمهات؟ لنقف وقفة المحارب جميعاً في وجه هذا الخلل، واعلموا أن الخلل لا يبدأ إلا من البيت! فلا تنتظروا الخارج أن يصلح لكم شيئاً
كل السعادات تفقد معناها عندما نفقد سعادتنا بصلاح ثمراتنا، وكل النجاحات والأرزاق ستأتي عندما ننشغل بصناعة الوعي قبل المال، وصناعة الحب قبل كل رفاهية! ليست هناك رفاهية سيتمتع بها فلذات أكبادنا كرفاهية الحب والوعي والثقة بالنفس والإيمان، إن شئنا أن ننجح كآباء قبل أن ننجح كمسؤولين عنهم.
الزواجات قد تكون غير متكافئة والمستويات النفسية والفكرية قد تكون متفاوتة في كل علاقة، ولكن على كل أم وأب مهما بلغت درجة التقارب بينهما ومهما بعدت عليهما أن يدركا أن شأن أبنائهما هو شأنهما وأنّ محبتهم هي تشريف لهما وليست تكليفا، استثمروهم بصدق، بمحبة، بضمير، بإنسانية، اجعلوهم أصدقاء، عاملوهم كإخوة، احترموهم، أنصتوا لهم، قربوهم منكم، أحسنوا إليهم، شاوروهم، اتركوا لهم مجالاً لاستشارتكم، أزيلوا الجبال الجليدية التي وضعتموها بينكم بمشاعركم الباردة وانشغالاتكم الواهية، شاركوهم المرح والفنون والثقافة والرياضة، علموهم أن الحياة جميلة، أخبروهم أن الحياة محبة، حببوهم في مساعدة الآخرين، علموهم كيف يتحدثون بثقة ويخاطبون الناس بأخلاق وذوق، اقنعوهم بثقافتكم الدائمة أن القراءة هي حياة العقول، وأن التواضع سمة النفوس الراقية، وأن البساطة هي السعادة وهي الراحة، لا تساعدوهم على بناء شخصية وهمية ليست شخصيتهم فقط لأنكم تريدون أن يظهر أبناؤكم كما تريدون، لا تستجيبوا لنزعات الغرور التي في داخلكم وتجعلوا منهم أشخاصا لا يعرفون من هم في الحقيقة.. فإن ضاعت معرفتهم بأنفسهم وذواتهم لن تتعرفوا عليهم مدى الحياة !
دعونا نتمسك بكل شيء حقيقي، دعونا نهجر كل شيء مزيف، لنصنع معاً واقعاً نحن نختاره ونحن نحياه ونحن نسعد به، ابني هو ابنك وابنك هو ابني، يداً بيد وقلباً يعانق قلبا، وبأرواح تتواصى على الحبّ والسلام والأمان والصحة، حكومتنا وحكامنا وإماراتنا صرح قائم ومتوج بكل ما تحلم به آلاف الشعوب، فلماذا نقف متفرجين أمام ظواهر خاطئة وسلوكيات شاذة ونفسيات متخبطة أنتجتها عوامل اجتماعية واقتصادية وأساليب تربوية مغلوطة، وعقول غير واعية ونفسيات غير متزنة للآباء والأمهات؟ لنقف وقفة المحارب جميعاً في وجه هذا الخلل، واعلموا أن الخلل لا يبدأ إلا من البيت! فلا تنتظروا الخارج أن يصلح لكم شيئاً، كلنا ذوو مسؤولية: الأب، الأم، الأقارب، الأصدقاء، المعلّم، المسؤول في كل جهة تخدم المجتمع، لنكن حريصين جدا على هذا الاستثمار العظيم.. خدمة البشرية هي خدمة الحياة، ولندرك جميعاً أنّ الحياة السليمة لا تبدأ إلا بعد صناعة الإنسان السليم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة