في القرن الحادي والعشرين نخوض تحديات مختلفة تؤدي إلى تقليص دور الأعمال الدرامية في تحقيق الفوائد التربوية المرجوة.
في زمن ما.. وفي تمام الساعة الرابعة عصرا، كان الأطفال يتسابقون ويزاحمون بعضهم بعضا للجلوس أمام شاشة التلفاز الخشبي، منتظرين بشغف عرض برامجهم المفضلة.. مثل "افتح يا سمسم" و"هيا إلى المناهل" و"أبو الحروف"، والتفاعل مع شخصيات تركت أثرا إيجابيا كبيرا على مدى أجيال متلاحقة كـ"بابا ياسين" وغيره من أبطال الزمن الجميل.
لابد أن تراجع قنواتنا العربية خرائطها البرامجية الموجهة للصغار والناشئة؛ فالوقت قد حان لتستعيد تلك النوعية من الأعمال بريقها الذي كانت عليه في زمن ما؛ فطفل اليوم بحاجة ماسة لذلك أكثر من طفل الأمس الذي لم يكن منفتحا على ثقافات العالم كما هو الحال الآن.
هذه الأعمال أنتجت في فترات كانت فيها التكنولوجيا لم تحظَ بكمّ التطور الهائل الذي تشهده الآن، إلا أنها وبمضمونها الهادف وشخصياتها المؤثرة وطرحها الثري بالمعاني الأخلاقية والتربوية والاجتماعية نجحت في أن تترك أثرا كبيرا على مستوى الإنتاج التلفزيوني الناجح شكلا ومحتوى، حتى وإن كانت نسخة معربة من أعمال أجنبية.
واليوم ووسط الدعم الحكومي والتقدم التكنولوجي والتقني وغيرهما من أشكال الرعاية التجارية التي تحظى بها الأعمال التلفزيونية؛ تكاد تغيب هذه النوعية من البرامج التي تسعى إلى تعويد الأطفال والنشء على القيم الفاضلة وزرع الخصال الحميدة فيهم أكثر من سعيها لتحقيق الانتشار أو الربح المادي.
قد يقول البعض إننا في القرن الحادي والعشرين نخوض تحديات مختلفة تؤدي إلى تقليص دور هذه الأعمال في تحقيق الفوائد التربوية المرجوة في ظل ظهور الألعاب الإلكترونية والتفاعلية وتنوع المحتوى التلفزيوني سواء من الأعمال الكرتونية أو البرامج إضافة إلى وجود أعمال سينمائية كثيرة وظفت التقنيات ثلاثية الأبعاد، إلا أننا لو قارنّا ذلك بالمنتج الأجنبي لأدركنا أن برامجهم الموجهة للطفل والنشء لا تزال تحظى بشعبية واسعة ومتابعة عالية وتحديث مستمر، مثل العرض التلفزيوني "بارني" على سبيل المثال لا الحصر، حتى إنه حظى بانتشار كبير في منطقة الشرق الأوسط وأصبح محبوب الأطفال فيها، فبرنامج كهذا وعلى الرغم من الدور التعليمي والتثقيفي الكبير الذي يؤديه فإنه وفي نهاية الأمر يقدم المفاهيم التربوية المرتبطة بالمجتمعات الغربية.
لابد أن تراجع قنواتنا العربية خرائطها البرامجية الموجهة للصغار والناشئة؛ فالوقت قد حان لتستعيد تلك النوعية من الأعمال بريقها الذي كانت عليه في زمن ما؛ فطفل اليوم بحاجة ماسة لذلك أكثر من طفل الأمس الذي لم يكن منفتحا على ثقافات العالم كما هو الحال الآن مع الجيل الحالي الذي يجلس والعالم بين يديه في عقر داره.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة