سر "متلازمة الاعتزال" التي تصيب أطفال اللاجئين في السويد
معاناة فريدة من نوعها يعيشها الأطفال اللاجئون في السويد فقط.. ما السبب؟ وما الحلول؟
"جورجي" طفل صغير كان من جمهورية أوسيتيا الشمالية الروسية أصيب بمتلازمة فريدة من نوعها جعلته يشعر أثناء بقائه لأشهر في الفراش كأنه جالس في صندوق زجاجي له حوائط هشة في أعماق المحيط، وكانت الحركة أو الحديث أسباب تحطم الزجاج ودخول الماء والتسبب في قتله.
تُعرف هذه المتلازمة بمتلازمة الاعتزال، وتُسمى في اللغة السويدية uppgivenhetssyndrom، وهي حالة مرضية يبدو أنها فريدة من نوعها يصاب بها الأطفال اللاجئون في السويد، وتسعى السلطات الآن للتوصل إلى حل لهذا المتلازمة.
يسود اعتقاد أن هذه المتلازمة موجودة فقط بين اللاجئين في هذه الدولة الإسكندنافية، حيث أصبحت شائعة في وقت مبكر من القرن الحالي، وتؤدي إلى تدهور الأطفال الأصحاء إلى حالة تشبه الدخول في الغيبوبة بعد علمهم بترحيلهم الوشيك، وفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
في 2016 تم تشخيص 60 طفلا بهذه المتلازمة التي تجعل المرضى في حالة من السلبية التامة والثبات وانعدام التوترية والانطواء على النفس والعجز عن تناول الطعام والشراب والعجز عن ضبط النفس وعدم التفاعل مع المحفزات الجسدية أو الألم.
تترك هذه المتلازمة الأطفال طريحي الفراش أو يتحركون باستخدام الكراسي المتحركة ويجب إطعامهم من خلال الأنابيب، كما أن الاختبارات التي أنتجت استجابة من المصابين بالغيبوبة لم تُحدث تأثيرًا مع الأطفال المصابين، ولكن أظهرت تدريبات أخرى أنهم لا يعانون من تلف الدماغ.
وصف بعض الأطباء المتلازمة بالموت الإرادي، وغالبًا ما حدثت بعد منع العائلات من اللجوء وأصبحوا في حالة من الشك بشأن أوضاعه، كما أن الكثير من المتأثرين بهذه المتلازمة ليسوا ضحايا الأزمة الحالية، ولكن من الدول السوفياتية السابقة، والعديد منهم من الأقليات.
يرى الأطباء الحالة على أنها دليل على الخوف من إعادتهم إلى بلادهم القديمة حيث لن يكونوا في أمان والخوف من التأقلم مع مجتمع جديد بعد تعودهم على السويد.
يُعد العلاج الأساسي للحالة هو منح عائلات اللاجئين تصاريح الإقامة، وهو ما اعترف به المجلس السويدي للصحة والرعاية الاجتماعية، وعادة ما يحدث تحسن في حالة الأطفال بعد أشهر عديدة من حصول العائلات على إجازة للبقاء.
لكن هذا لا يضمن أن السلطات ستسمح لعائلات المصابين بالمتلازمة بالبقاء، وخاصة منذ تشديد السويد لقوانينها بشأن اللاجئين في السنوات الأخيرة، وهناك تقارير بشأن استمرار بقاء بعض الأطفال المرحلين في حالات تشبه الغيبوبة بعد أشهر من عودتهم إلى بلادهم.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز