"لسنا لاجئين".. تمرد ينخر صفوف الإخوان "الممزقة"
زلزال جديد داخل صفوف تنظيم الإخوان الإرهابي، لا سيما بين جيل الوسط والشباب، عقب بيان لإخوان لندن وصفهم فيه إبراهيم منير باللاجئين.
وفيما بدا وكأنه ردة فعل غاضبة، وصف شباب الإخوان، عبر تغريدات مختلفة، البيان الأخير حول شكر وتقدير تركيا، بأنه "خزي وعار"، معلنين تبرؤهم من البيان الذي لا يمثلهم.
وبعنوان "لسنا لاجئين"، غرد الإخواني أشرف عبدالغفار، عبر حسابه على فيسبوك بقوله: "إبراهيم منير ومحمود حسين لا يمثلان إلا نفسيهما.. أنتما لا تمثلان الإخوان والجماعة التي أسسها البنا التي ننتمي إليها لا تمت لكما بصلة".
وأضاف عبدالغفار: "أنتما لا تمثلان المصريين ولا الإخوان الحقيقيين ولا المصريين في تركيا طلبوا منكما أن تمثلاهم أمام أحد.. اذهبا فأنتما إساءة لكل مَن تدعيان أنكما تمثلانهم".
وتوالت تعليقات شباب الإخوان، عبر حساباتهم الرسمية، ففريق تعامل مع البيان بعبارات غاضبة، وفريق آخر فضل السخرية من البيان الذي عكس كيف تتعامل معهم القيادات، على أنهم قربان يخدم مصالحهم.
الإخواني محمد طلبة كتب على حسابه بفيسبوك: "كثير من المصريين بالخارج أصحاب قضية وما زالوا يحملونها ويحملون همها، يعملون لها ويسعون لإيصال قضيتهم ونصرتها تحت أي ظرف وفي أي مكان، الكثير من المخلصين العاملين المبدعين، وهؤلاء ليسوا لاجئين كما وصفهم بيان الإخوان المنبطح المستسلم".
وأضاف طلبة: "بيان الإخوان المخزيين لا يمثل غيرهم وأتباعهم، الذين ارتضوا ذلك على أنفسهم كأنهم يتوسلون العيش والكسوة".
أما الإخواني محمد منتصر فغرد قائلا: "بيان خزي وعار.. الإصرار على حصر المصريين أصحاب القضية وأصحاب الحق في خانة اللاجئين وأننا هنا لنتلقى ضيافة فقط، هو تصدير لفكرة العجز وأننا غير قادرين على العمل والحركة".
ووصف الإخواني الشاب، قيادات الإخوان بأنهم "نفوس منهزمة"، وهو ما اتفق عليه عشرات الإخوان منهم من قال إن البيان "مسيء ومخزٍ" ومن قال إن "التوفيق منزوع من تفكيرهم ومواقفهم".
وفي وقت سابق أمس، حاولت الجماعة الإرهابية تبرير أسباب لقاء قياداتها بحزب السعادة التركي، والذي كشف عنه قبل أقل من أسبوعين، مدعية أن الأمر يتعلق بزيارة للالتقاء ببعض المؤسسات التركية المجتمعية لتوضيح أحوال ومتطلبات المصريين واصفة إياهم بالـ"اللاجئين" إلى تركيا.
وقالت الجماعة، في بيانها الأحد، الذي عنونته بالشكر والتقدير: "نؤكد باسم جماعة الإخوان المسلمون الوفاء الكامل لكرم الضيافة والالتزام بواجباتها واحترام كل القوانين والنظم والأعراف وعدم المساس باستقرار وأمن هذا البلد".
ويرى متابعون أن البيان الذي حاولت به الجماعة الإرهابية المراوغة من جديد على خلفية الكشف عن اجتماعها برئيس حزب السعادة التركي، تتخلله دلالات على تجاذبات حادة بينها وبين أنقرة، في الوقت الذي لا يمانع فيه الإخوان من التماهي مع المشروع التركي ضد الدولة المصرية.
وقبل 10 أيام، أعلن حزب السعادة، استقبال رئيس الحزب تمل كرم الله أوغلو، وفدا من أعضاء تنظيم الإخوان المتواجدين في أنقرة، ويضم مسؤول الجماعة في تركيا همام علي يوسف، وقيادات في التنظيم بينهم مدحت الحداد، ومحمود حسين.
وقال الحزب، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة: "لقد استقبل رئيس حزبنا تمل كرم الله أوغلو، مسؤول جماعة الإخوان همام علي يوسف، ووفد مرافق له".
وتأتي تحركات تنظيم الإخوان، بعد إعلان تركيا تطورات في مسار عودة العلاقات مع مصر، معلنة عن زيارة وفد دبلوماسي للقاهرة أوائل مايو/أيار الجاري، وبالتزامن أيضا مع إقرار البرلمان التركي مؤخرا مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين البلدين.