الشعب الجمهوري والأكراد.. تحالف يرسم نهاية أردوغان
هزيمة حزب أردوغان في الانتخابات منحت مراقبين قناعة بأن مرحلة التغيير حانت في تركيا والمعارضة تقف في سياق تاريخي لتغيير دفة القيادة
كيف يمكن للمعارضة التركية إسقاط نظام الرئيس رجب طيب أردوغان المترنح عقب ضربة الانتخابات المحلية الأخيرة؟، كيف يمكنها الاستفادة من الدروس التي أتاحها اقتراع كسر شوكة الحزب الحاكم في أهم المدن التركية؟.
- قيادي كردي يحذر من أزمة خطيرة جراء تعنت أردوغان بشأن الانتخابات
- أكاديمي تركي: نتائج الانتخابات حطمت قاعدة حزب أردوغان
أسئلة أصبحت تدور في أذهان كثير من الأتراك الحالمين بنهاية نظام أردوغان الديكتاتوري، مع بلوغ حالة الاستياء الشعبي أوجها، وبات بركان الغضب في طريقه للانفجار، وظهر جليا في الهزيمة المذلة التي مني بها حزب أردوغان في الانتخابات المحلية الأخيرة بخسارته في العاصمتين الإدارية أنقرة والاقتصادية إسطنبول، وغيرها من المدن المهمة.
الهزيمة المدوية منحت مراقبين قناعة شبه راسخة بأن مرحلة التغيير حانت في تركيا، والمعارضة تقف اليوم في سياق تاريخي ملائم لإعادة رسم التموقع السياسية، وتغيير دفة القيادة بشكل جذري.
ومن بين السيناريوهات المطروحة، تبرز استراتيجية التحالف بين حزب الشعب الجمهوري المعارض، وحزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد (معارض أيضا).
وهي استراتيجية يقول مراقبون إنها الوحيدة القادرة على تقديم برنامج قادر على إحداث الفارق، والتمهيد للتحول السياسي والاقتصادي في البلاد.
ورغم صعوبة تشكيل تحالف بين الحزبين، لكن الآمال بتحقيق التقارب السياسي بينهما تظل غير مستحيلة، طالما أن قوانين اللعبة السياسية يمكن أن تتخطى أي حواجز، كما أن مجرد التضامن بين أنصار الحزبين، وإن لم يتحالفا قد يؤدي لسحق أردوغان.
طرح يدعمه بقوة ما جرى في الانتخابات التشريعية التركية لعام 2015، حين أدى تعاطف أنصار الحزبين إلى خسارة العدالة والتنمية أغلبيته بالقبة التشريعية.
انتقادات من الداخل
تجاوز أردوغان جميع الحدود التي تفرضها الديمقراطية، برفضه قبول هزيمة مرشح حزبه في إسطنبول أمام المعارضة، وتوالت تصريحاته المستفزة، زاعما حدوث تزوير في إسطنبول، ومعتبرا أن فارق الأصوات مع المعارضة لا يمكن الحديث معه عن "فوز حقيقي".
تصريحات استفزت حتى البيت الداخلي للرئيس التركي، وإعلاميين محسوبين عليه، من بينهم كمال أوزتورك، المدير السابق لوكالة الأناضول الرسمية.
واعتبر أوزتورك، في مقال نشر بصحيفة "يني شفق" المقربة للحكومة التركية، أن مطالبة حزب العدالة والتنمية بإعادة الانتخابات في إسطنبول، من شأنه أن يؤدي لتعبئة صفوف المعارض بشكل أقوى، وقد يدفع الناخبين المترددين لدعم المعارضة.
وأوضح أن الحزب الحاكم لم يعد يقبل النقد الذاتي، وذلك منذ انتخابات يونيو/حزيران 2015، التي أفقدته القدرة على تشكيل حكومة بمفرده، بسبب دخول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى البرلمان بـ80 نائبا.
وتابع أوزتورك "أردوغان حصل في انتخابات الرئاسة عام 2018 على 52.6% من الأصوات بدعم الحركة القومية، لكن حزبه خسر 7% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الماضية".
وانتقد أوزتورك سعادة حزب أردوغان بحصوله على 44.3% من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية الأخيرة، دون التركيز على أسباب خسارته لـ10%، دون القيام بـ"نقد ذاتي".