التحالف السعودي الأمريكي "محور ضمان" للأمن العالمي
مراكز أبحاث دولية تصف العلاقات العسكرية بين السعودية وأمريكا بـ"محور ضمان" للأمن العالمي ضد التحديات الحالية.
تأتي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى الولايات المتحدة بعد غد الثلاثاء، ضمن استراتيجية أمنية طويلة المدى بين الرياض وواشنطن؛ لضمان الأمن الإقليمي والعالمي.
وتعد المملكة العربية السعودية أحد ركائز الأمن الإقليمي والعالمي، في ظل ما تتمتع به المملكة من ثقل ومكانة سياسية واقتصادية ودينية في العالم، بحسب العديد من مراكز الأبحاث الأمنية الدولية.
- بالصور.. زيارات مكثفة بين قادة السعودية وأمريكا في 75 عاما
- السعودية وأمريكا.. محطات من الشراكة الوثيقة
مجلس العلاقات الدولية الأمريكية، وهو مركز أبحاث مقره العاصمة الأمريكية واشنطن، أبرز في تقرير له تاريخ العلاقات العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة والتي ترجع إلى فترة الحرب العالمية الثانية.
وأشار التقرير إلى أن السعودية أسهمت بشكل مباشر في مساعدة الولايات المتحدة وحلفائها في الفوز بالحرب؛ بسبب تزويدها لقوات الحلفاء بالنفط، أحد ركائز القوة في الاقتصاد السعودي.
كما كان للمملكة دور كبير في دعم المقاومة الأفغانية ضد الغزو السوفيتي في الفترة بين 1979 إلى 1989، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة وهو ما أسهم بشكل كبير في دحر المد السوفيتي في وسط أسيا، بحسب التقرير.
ويؤكد مجلس العلاقات الدولية الأمريكية أن العلاقات العسكرية الأمريكية مع السعودية وصلت إلى قمتها في بداية التسعينيات، وتحديدا في عام 1991 والذي شهد دورا محوريا للمملكة في تنسيق جهود التحالف الدولي، ما أسهم بشكل كبير في نجاح معركة عاصفة الصحراء وتحرير الكويت.
وبحسب التقرير فإن المملكة العربية السعودية لا تزال تلعب دورا مهما في الأمن الإقليمي والعالمي، وخصوصا في ملفات الإرهاب وإيران.
الحرب على الإرهاب
برز الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب بوضوح منذ عام 2003، حيث أسهمت الأجهزة الاستخباراتية السعودية في الكشف عن العديد من الشبكات الإرهابية التي قامت بعدة هجمات إرهابية استهدفت المدنيين في الشرق الأوسط والغرب وعدد من دول العالم.
ويقول موقع "جلوبال سيكيورتي" (GlobalSecurity.org) الشهير في تقرير له إن المملكة العربية السعودية هي "شريك مهم في الحملة ضد الإرهاب، حيث تقوم بدعم منقطع النظير لمكافحة الإرهاب محليا وإقليميا ودوليا"، وذلك عبر إسهاماتها العسكرية والدبلوماسية المستمرة.
وفي ظل الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تؤكد واشنطن محورية الدور السعودي في مكافحة الإرهاب إقليميا ودوليا، حيث أكدت لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي أهمية الدور السعودي الفعال في حماية العالم من العمليات الإرهابية، وذلك عبر التعاون العسكري والاستخباراتي المستمر بين البلدين.
وقام كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي بالوصول إلى تفاهم تام حول أهمية الدور العسكري السعودي في عدة عمليات حساسة في المنطقة، أبرزها الحرب ضد داعش من خلال تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش، بالإضافة إلى صد محاولات تنظيم القاعدة في اليمن من التوغل في الشرق الأوسط، والوقوف بوجه مليشيات إيران الإرهابية في كل من اليمن ولبنان وسوريا.
التهديد الإيراني
يعد برنامج إيران النووي، إضافة إلى أذرعها الإرهابية في المنطقة المتمثلة في مليشيات يتم تصديرها إلى مناطق الصراع، أحد أكبر التهديدات العالمية التي تمس الأمن العالمي والإقليمي على السواء.
ويشيد مركز "ستراتفور" الأمريكي بالدور السعودي في مكافحة المد الإيراني على وجهين كما يلي:
الأول: العمليات العسكرية ضد المليشيا الحوثية في اليمن المدعومة من إيران، والتي اعتبرها مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الأمنية أحد أكبر التهديدات الموجودة على الملاحة في الخليج العربي، وخصوصا بعد الهجمات المتكررة لمليشيا الحوثي على عدد من السفن الخليجية والأمريكية بين عامي 2016 و2017.
وفي هذا الإطار يلعب التحالف العربي الذي تقوده السعودية دورا مهما في الحفاظ على الأمن الاستراتيجي للمنطقة، مدعوما بتعاون عسكري واستخباراتي أمريكي.
والثاني: مواجهة المليشيات الإيرانية الإرهابية التي تمارس نشاطاتها في كل من اليمن وسوريا ولبنان والعراق، وذلك عبر التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ لمنع توغل المليشيات التابعة لإيران في الحياة السياسية لدول المنطقة وعلى رأسها لبنان والعراق.
ويتوقع خبراء عبر موقع بلومبيرج الاقتصادي الأمريكي أن تصل صفقات السلاح بين الولايات المتحدة والسعودية إلى أكثر من 200 مليار دولار أمريكي خلال العقد المقبل، وذلك إيمانا بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دحر الإرهاب ومنابعه في الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز