"البكتيريا" سلاح الباحثين الجديد للقضاء على الأمراض مستقبلا
باحثين من جامعة ترينتو في إيطاليا قاموا بتصميم خلايا صناعية قريبة الشبه بالخلايا الحية، مما يساعد في المستقبل على وقف انتشار البكتيريا.
قام باحثون من جامعة "ترينتو" في إيطاليا بتصميم خلايا صناعية على مستوى راق من الجودة قريبة الشبه بالخلايا الحية، بدرجة تمكنها من التواصل مع تلك الخلايا وإقناعها بأنها لا تختلف عنها، ويأمل الباحثون الذين قاموا بتصميمها أن تنخدع بها تلك الخلايا وتنجذب إليها كيمياويا، مما يساعد في المستقبل على وقف انتشار البكتيريا.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن "الباحثون نجحوا في اجتياز اختبار “تورينغ”، يقيس مدى قدرة آلة معينة يمكنها أن تقنع شخصاً ما بحيث تجره إلى الاعتقاد بأنها شخص آخر، فإن عليها أن تتسم بمستوى من الذكاء يسمح لها بتمرير ذلك الخداع".
وبنى العلماء هياكل صغيرة شبيهة بالخلايا الحقيقية، وحشدوا فيها تعليمات الحمض النووي الخاصة بها، وأظهرت الخلايا الصناعية عن طريق التوهج، أنها كانت تنصت إلى الخلايا البكتيرية الطبيعية، وبدورها استجابت الخلايا البكتيرية من خلال إصدار إشارات كيمياوية.
وقال شريف منسي، أحد أعضاء فريق الباحثين بجامعة ترينتو بإيطاليا، في تصريح لموقع “بوابة الأبحاث الإلكترونية” Research Gate: “إنه من الممكن تماماً تخليق خلايا صناعية قادرة على التواصل كيمياويا مع البكتيريا”. وأضاف: “كنا مهتمين حتى وقت قريب بالفجوة بين الأنظمة الكيمياوية الحية وغير الحية، ولكنه لم يكن واضحاً حقاً أين تقع تلك الفجوة؟”ويمكن للخلايا الصناعية أن تحس بالجزيئات التي تفرزها البكتيريا بشكل طبيعي، واستجابة لذلك فإنها تقوم بتوليف وإصدار إشارات كيمياوية ترد بها على البكتيريا. وكانت هذه الخلايا الصناعية قادرة على إنتاج بروتينات معينة، كما يمكنها الانخراط في اتجاهين في اتصالات كيمياوية مع البكتيريا".
ويأمل الباحثون أن البكتيريا الصناعية قد يمكن استخدامها في المستقبل لمحاربة البكتيريا المسببة للأمراض، ويشمل ذلك الـ”سالمونيلا”، التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي، وبكتيريا الـ”نيسريا”، التي يمكن أن تسبب الالتهاب السحائي.
وأفاد دكتور منسي: “وجدنا أن الخلايا الصناعية يمكن أن تتداخل مع إشارات من البكتيريا المسببة للأمراض؛ إذا تطورت لأبعد من ذلك، فإنها يمكن استخدامها لتعطيل الأغشية الحيوية، لتساعد بالتالي على علاج العدوى، خاصة وأن تلك الأغشية تمثل مستعمرات لاصقة من البكتيريا الضارة التي تعتبر مسؤولة عن أكثر من 80% من جميع حالات العدوى الميكروبية في الجسم؛ فإذا تمكن العلماء من استخدام الخلايا الصناعية لتحييد الأغشية الحيوية، فإنه يمكنهم إلى حد كبير مقاومة الالتهابات الجرثومية”.