لغز انهيار حضارة "جزيرة القيامة" يثير الجدل بين العلماء
جزيرة القيامة تضم مئات التماثيل الغريبة المتشابهة، وهي عبارة عن نموذجٍ بشري محدد، لبعضها غطاء مستدير حول الرأس يزن وحده 10 أطنان
لا يزال لغز انهيار الحضارة القديمة لجزيرة القيامة (باسكوا) يحير العلماء ويثير الجدل فيما بينهم، وتجادل مجموعة من العلماء حول النظرية التقليدية التي تقول إن ذلك قد يعزى إلى معارك داخلية، وفقا لما جاء بدراسة.
وجزيرة الفصح أو جزيرة القيامة (بالإسبانية: Isla de Pascua) هي جزيرة بركانية مثلثة الشكل تقريباً تقع في المحيط الهادي الجنوبي، وهي جزء من تشيلي، وتبعد حوالي 3600 كيلومتر (2237 ميلا) غرب تشيلي القارية، وحوالي 2075 كيلومترا (1290 ميلا) شرق جزر بيتكيرن.
وتعتبر جزيرة القيامة إحدى أكثر الجزر المعزولة المسكونة في العالم، وتبلغ مساحتها 163.6 كيلومتر مربع (63 ميلا مربعا)، وتشتهر الجزيرة بالمواي العديدة، وهي التماثيل الصخرية الواقعة على طول الأشرطة الساحلية إدارياً، وتعتبر محافظة (تحتوي على بلدية واحدة) من منطقة فالبارايسو التشيلية.
لم يكن من السهل أيضًا تفسير المفارقة الجلية والتي تكمن في تماثيل الـ"مواي" الصخرية الضخمة، فبناؤها وتصميمها ونقلها يُعد إنجازًا حضاريًا كبيرًا.
وأبرزت مجلة "جورنال أوف باسيفيك أركيولوجي" المتخصصة أن النظرية المجمع عليها حتى الوقت الحالي تؤكد أن سكان الجزيرة المذكورة اختفوا في سنوات عقد 1860 نتيجة سلسلة من الفصول المدمرة، بما فيها نزاعات داخلية وسوء استخدام مواردها الطبيعية.
ويدل تاريخ عنصر الكربون المشع أن كارثة رهيبة أصابت الجزيرة عام 1680م فتوقف العمل في التماثيل فجأة ورحل الجميع عن الجزيرة أو اختفوا تماما ثم جاء بعدهم شعوب أخرى من جزر (ماركيز) الفرنسية والتي على بعد 5 آلاف كيلومتر ليستقروا في الشمال الغربي من جزيرة القيامة وهم الآن سكانها الحاليون كما كانوا يطلقون على تلك التماثيل اسم (مواي).
ومع ذلك، قام فريق دولي من الباحثين بتحليل التركيب الكيميائي للأدوات المستخدمة في صنع التماثيل الرمزية المتشابهة في الجزيرة وعثر على أدلة تشير إلى حضارة "راقية كان أفرادها يتعاونون ويتشاركون المعلومات".
وأظهرت نتائج التحليل الكيميائي لهذه الأدوات مستوى عاليا من التعاون في تصنيع التماثيل. ويوجد في الجزيرة ما يقرب من ألف تمثال قد يصل ارتفاعها إلى 21 مترا.
وتضم جزيرة القيامة المنعزلة مئات التماثيل الغريبة المتشابهة، وهي عبارة عن نموذجٍ بشري محدد، لبعضها غطاء مستدير حول الرأس يزن لوحده 10 طن. وكل تمثال منها يمثل الرأس والجذع فقط، وبعضها له أذرع لكنها جميعاً بلا أرجل. ولقد تم صنع هذه التماثيل من الرماد البركاني بعد كبسه وضغطه ثم صقله وتسويته.
ويبلغ وزن كل تمثال 50 طنا وطول كل منهم 32 مترا بالضبط ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير لغز هذه التماثيل المتماثلة المنتشرة في كل مكان بالجزيرة خصوصا على سواحلها.
واكتشف الجزيرة المستكشف الهولندي (ياكوب روجينفين) عام 1722م وتقع في المحيط الهادئ الجنوبي وعلى بعد 3700 كم غرب تشيلي، وقد حكمت تشيلي الجزيرة منذ عام 1888م. وعندما عثر عليها المستكشف الهولندي ياكوب روجيفين كان ذلك في يوم يوافق عيد الفصح أو القيامة لذلك فقد أطلق عليها اسم العيد نفسه وسميت باسم (جزيرة عيد الفصح) أو (جزيرة القيامة).
وفي عام 1914م زار الجزيرة فريق بحث بريطاني ثم تبعه فريق بحث فرنسي عام 1934م ولقد أظهرت نتائج الأبحاث أن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان من شعب غير محدد من العصر الحجري الأخير أي منذ حوالي 4500 عام قبل الميلاد، وأنهم قاموا في القرن الأول الميلادي بصنع هذه التماثيل الصغيرة التي في حجم الإنسان ثم بعد ذلك بقرون أمكنهم صنع هذه التماثيل الضخمة.