صغار تجار التجزئة: أمازون "شريك شرير" لكن لا غنى عنه
عملاق التجارة الإلكترونية يحصّل 18% من سعر بيع كل منتج على موقعه لكنه يوفر في المقابل إمكانيات ضخمة لإيصال البائعين بالمستهلكين
يؤمن مايك هيرشكورن، المسؤول في شركة تجارة المعدات الرياضية "جوريلا سبورتس"، بحقيقة بسيطة لكنها قاسية عندما يتعلق الأمر بتحقيق المبيعات: "أمازون شريك شرير لكنه ضروري".
هيرشكورن الذي يدير عمليات شركته الألمانية في بريطانيا، أكد لموقع "سي إن بي سي" الأمريكي، أن ما يقرب من نصف المبيعات تتحقق عن طريق "أمازون"، وأوضح: "إذا كنت تاجر تجزئة عبر الإنترنت في المملكة المتحدة، فلن يكون أمامك خيار آخر، وإذا كنت لا تعتمد حاليا على أمازون فهذا يعني أن نشاطك ليس كبيرا".
- بلومبرج تكشف خطة "أمازون" لافتتاح 3 آلاف فرع من متاجرها الذكية
- أمازون تطلق حملة توظيف ضخمة لتصنيع "جهاز سري جديد"
ويعتمد تجار التجزئة مثل "جوريلا سبورتس" على شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة للحصول على فرصة عرض منتجاتهم أمام المستهلكين الذين يبحثون عن الراحة والأسعار المناسبة.
وأوضح هيرشكورن: "الفارق يتضح في قاعدة عملاء كل شركة.. من مئات أو بضعة آلاف في الشركات المحلية إلى الملايين في أمازون".
لكن شركات التكنولوجيا الكبرى تمنح التجار الصغار قدراتها وإمكانياتها الضخمة للوصول إلى المستهلكين مقابل تكلفة ليست بالهينة.
قال هيرشكورن إن شركة أمازون تحصل على 18% من سعر بيع كل منتج، مشيرا إلى أن تلك النسبة "ضخمة للغاية" خاصة في الشركات التي تضطر إلى البيع بهوامش ربح ضئيلة.
وتابع: "حاولت شركتنا الاستغناء عن أمازون والاعتماد على موقعها الخاص للبيع، لكن سرعان ما اكتشفت أنها ستضطر لدفع الأموال إلى عملاق تكنولوجيا آخر.. ما كنا ندفعه كنسبة لأمازون سندفعه لجوجل مقابل الإعلانات في سبيل إظهار منتجاتنا للمستهلكين.. في كلتا الحالتين ستفوز إحدى شركات وادي السليكون العملاقة".
وتعليقا على ذلك، قال متحدث باسم شركة أمازون: "ننفق مليارات الدولارات كل عام لمساعدة شركائنا على البيع في موقعنا وجذب المستهلكين، وتشغيل الخوادم والبنية التحتية التي تحافظ على بقاء متجرنا على الإنترنت متاحا في جميع الأوقات، فضلا عن تكاليف مكافحة الاحتيال وسوء الاستخدام.. إن أكبر نفقاتنا الرأسمالية تذهب لتدعيم شبكات التوزيع التي تفيد شركاءنا البائعين بشكل مباشر".
في حين لم ترد جوجل على طلب تعليق من "سي إن بي سي".
وبحسب شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" للاستشارات، فإن 59% من المستهلكين قاموا بالتسوق عبر الإنترنت في عام 2018.
وباعت "أمازون" أكثر من 100 مليون منتج خلال أهم فعاليتها السنوية "بريما داي" في 2018، بينما حققت شركة "علي بابا" الصينية مبيعات بقيمة 30 مليار دولار في "عيد العزاب" العام الماضي.