تقاعد في سن الـ40 وادخر مليون دولار.. لا تهدر حياتك
بعض أفراد جيل الألفية في الولايات المتحدة الأمريكية اتجهوا لترك العمل من أجل التقاعد المبكر والانضمام إلى أنصار ما يعرف بحركة "فاير"
بدأ بعض أفراد جيل الألفية في الولايات المتحدة الأمريكية في ترك العمل والتقاعد المبكر، بغية الانضمام إلى أنصار ما يعرف بحركة "فاير"، بعد أن سئموا من الوظائف المرهقة، وشغل المناصب التي تفرض عليهم ضغوطا كبيرة أثناء العمل.
وفي تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن كلمة "فاير" مشتقة من الأحرف الأولى لكلمات financial independence, retire early وتعني "الاستقلال المالي، والتقاعد المبكر.
ومن بين أنصار الحركة الذين التقتهم الصحيفة، كارل جنسن الذي شهد ما يسميه "الصحوة" في وقت ما من عام 2012.
وقالت إنه كان يعمل مهندس برمجيات في إحدى ضواحي مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، يصمم البرامج لجهاز طبي، كانت الوظيفة ذات ضغوطات عالية، حيث كان عليه توثيق كل خطوة من أجل إدارة الأغذية والعقاقير، فمجرد وقوع خطأ في الترميز يمكن أن يؤدي إلى أذى أو موت المرضى.
وكان جنسن يربح حوالي 110 آلاف دولار في السنة ويحصل على امتيازات، لكن الضغط بالكاد كان يستحق العناء، حيث لم يستطع الاسترخاء أو الترويح عن نفسه مع أسرته بعد العمل؛ ويقضي فترات طويلة في المرحاض، وخسر 5 كيلوجرامات من وزنه.
ولكن بعد يوم عمل قاس للغاية، كتب جنسن في موقع جوجل "كيف أتقاعد في وقت مبكر؟"، ثم تحدث مع زوجته وخرج بخطة، اعتمدت على توفير جزء كبير من دخلهما خلال السنوات الخمس التالية، وخفض النفقات بشكل كبير، حتى بلغت قيمتها الصافية حوالي 1.2 مليون دولار.
وفي الثلاثاء، 10 مارس/آذار 2017، اتصل جنسن برئيسه في العمل وأخطره بقرار بعد 15 عاما في الشركة، لكنه لم يقدم استقالته، بل تقاعد، وعمره 43 عاما.
ورغم أن قصة جنسن ربما تبدو استثنائية، ثمة نسخ أكثر بساطة، تمثل جزءا من حركة متنامية من الموظفين الشباب الذين يركزون باهتمام شديد على ترك وظائفهم إلى الأبد.
وعن تجربته يقول جنسن، الذي باع منزله المكون من 4 غرف نوم و4 حمامات، واشترى منزلا أصغر حجما ورفع الحد الأقصى لحسابات التقاعد: "يعتقد الكثير من الناس أنك من الهيبز (حركة شبابية مناهضة للقيم الرأسمالية نشأت في الولايات المتحدة في الستينيات والسبعينيات، ولا يمكنهم حتى أن يلفوا عقولهم حول الأمر".
وفي ظل التقاعد، يخطط جنسن وزوجته وابنتاه للعيش على ما يقرب من 40 ألف دولار سنويا من الاستثمارات، لأن زوجته تعمل حاليًا، فلا يزال يتعين عليهم الاعتماد على هذه الحسابات. ولكن بالفعل، إنها حياة غنية بالوقت ولكنها تفتقر إلى الكماليات حيث يقوم بشراء البقالة من متاجر رخيصة، ويقوم بإصلاح سيارته بنفسه.
وتابع: "يفترض الناس دائما أن هناك ظرفا خارجيا، أو أن أكون استلمت ميراثا. هذا خطأ، اخترنا فقط أن نعيش أقل بكثير من إمكانياتنا. هذا بحد ذاته فكرة جذرية".
وأشارت الصحيفة إلى أن جيل الألفية احتضن بشكل خاص حركة "فاير"، وهو ما يعتبرونه سبيلا للتخلص من العمل الذي يستنزف الروح، ويسلب الوقت، والاقتصاد الذي تغذيه النزعة الاستهلاكية.
وأوضحت الصحيفة أن أتباع "فاير" أغلبهم من الذكور، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، وأنواع من المهندسين ذوي عقل أيسر، الذين يبحثون عن حساب الفائدة المركبة على مدى 40 عاما، أو العائد على الاستثمار على صناديق المؤشرات منخفضة الرسوم مقابل الإيجارات العقارية.
ولفتت إلى أن الكثير من الحديث حول "فاير" في مواقع أخبار الإنترنت مثل "ريديت" أو المدونات، تدور حول اختراق التمويل، وهي استراتيجيات لزيادة معدل الادخار إلى 70%، ونصائح للسفر بأسعار رخيصة من خلال بطاقات مكافآت شركات الطيران، وطرق لتوفير العملات النقدية الصغيرة في متاجر البقالة.
ووفقا للصحيفة، يمارس بعض هؤلاء "لين فاير" (التقشف الشديد)، والبعض الآخر "فات فاير"، وهؤلاء يبقون على مستوى معيشي أكثر نموذجية مع الادخار والاستثمار، وهناك" باريستا فاير"، وهؤلاء يعملون بدوام جزئي في مقاهي "ستاربكس" بعد التقاعد، لأن الشركة توفر تأمينا صحيا.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الهدف من تبني فكرة "فاير"، هو خفض نفقات الفرد لزيادة الادخار إلى أقصى حد مع تجميع استثمارات مدرة للدخل تكفي لدعم المرء نفسه لتحقيق هذا الهدف.