كم سعدنا ونحن نقص شريط عام 2017 بتسميته بعام الخير، لنبدأ معه عاماً جديداً من العطاء الإنساني
كم سعدنا ونحن نقص شريط عام 2017 بتسميته بعام الخير، لنبدأ معه عاماً جديداً من العطاء الإنساني، ليتربع الإنسان الإماراتي بعد ذلك على مستويات عليا في هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية، كيف لا وقد ملئت دولتنا الحبيبة احتياجاتنا من قاع الهرم حتى أعلاه، من مأكل وملبس وأمان.. وهي حاجات ضرورية تقرّها المنظمات الإنسانية لكافة شعوب الأرض، ولكن رغم تفوقنا وصعودنا في هرم الاحتياجات الإنسانية بين ابتكار وتقدير للذات، إلا أنه أصبح لدينا حاجة ماسة لمساعدة المجتمعات الأخرى أو أولئك الذين مازالوا يعانون. ويأتي لأجلهم عام الخير.
الحياة في الإمارات علمتنا أن الحياة الحقيقية تكمن خارج نطاق الأنا
ويأتي عام الخير حاملاً معه كل الخير، وهذا ما أوصى به الشيخ زايد الأجيال من بعده، كأنه كان يستقرئ المستقبل. فهو يعلم أن الفقر آفه عانى منها شعب الإمارات قبل الاتحاد كثيرا، لذلك أوصانا بأن نساعد المحتاجين بشتى بقاع الأرض لإيمانه بحقيقة إنسانية ممتدة منذ بداية الزمان حتى يومنا هذا وهي توزيع الثروات في المجتمعات، فالفقر قضية إنسانية تأكل أحلام الأطفال والنساء وحتى الشباب في كل بقاع الأرض.
وكنت في العام السابق قد كتبت عن أمنيتي في "تويتر" وهي تغريدة مثبته في "أن يختفي الفقر من كل أنحاء العالم"، وكانت الردود بين من يقول إن الفقر من أكبر أسباب التوازن الكوني بين الأفراد، ومنهم من أخبرني أنه من المستحيلات أن يختفي الفقر، ومنهم من وقف بجانبي مؤيداً، ولعل أكبر دليل تاريخي على إمكانية اختفاء الفقر هو الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي اختفى الفقر في عهده حتى لم يجد الناس فقيرا ليتصدقوا عليه، وعندما بلغه ذلك طلب أن ينثر الحب على الجبال حتى لا يقال جاع طائر في بلاد المسلمين.
ابدأ من اليوم بكتابة أجندتك الخاصة للخير بين عمل وطني وخيري كل يوم أو كل أسبوع أو حتى كل شهر
الحياة في الإمارات علمتنا أن الحياة الحقيقية تكمن خارج نطاق الأنا، لنسمو بإنسانيتنا قيادة وحكومة وشعبا، باحثين عن الخير في عام الخير، ممتنّين للاتحاد وما أغدقه علينا من خير وفير مكننا من مد يد العون للدول المحتاجة والفقيرة، ولأجل هذا وذاك أوصى الشيخ محمد بن راشد بخلوة الخير، لتكون بمثابة الغرس الذي سيبذر من خلاله الخير في هذا العام، وسيمتد بأغصانه وفروعه إلى جميع شهور السنة بداية بيناير إلى ما بعد ديسمبر، وسيستمر عطاؤنا بإذن الله إلى ما بعد عام 2017. لأننا كشعب يؤمن بحق غيره بالعيش والتعليم.
إن الخير والعمل الذي تقوم به يجب أن ينبع من إنسانيتك ووطنك أولا من بذرة عميقة في وجدانك تدعو الخير دائما للتغلب على الشر، بحيث عندما تستصرخ الشعوب المنكوبة ولا تجد من يقف بجوارها، تمتد يد الخير من شعبنا ليسهم في بناء البشرية كافة ولن نكتفي كشعب عند هذا الحد، بل سنسهم في إعادة بناء هذه المجتمعات كما تفعل دولة الإمارات اليوم في اليمن.
أصبح لدينا حاجة ماسّة لمساعدة المجتمعات الأخرى ويأتي لأجلهم عام الخير
وأيضاً لن يخلو الخير في عام الخير من المؤسسات الحكومية والخاصة، ومحاولة توحيد الجهود ليعمّ الخير أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة، فهل أنت مستعد لتكون جزءا من هذا العام عام الخير؟ هل أنت ذلك الشخص الذي تستطيع أن تعتمد عليه دولة الإمارات في نجاح هذا العام؟ وللتأكيد فإن خير هذا العام سيمتد خيره حتى بعد وفاتك، وهذا ما أوصانا به دين الإسلام الحنيف، فكن جزءاً من الخير، ابدأ من اليوم بكتابة أجندتك الخاصة للخير بين عمل وطني وخيري كل يوم أو كل أسبوع أو حتى كل شهر، وفي نهاية الشهر ابدأ بوضع علامة على الأهداف التي حققتها.
وأخيراً جاء عام الخير لدين الخير وبلد الخير وشعب الخير، وإن شاء الله ستكون أيامه كلها خير فرددوا معي "اللهم وفقنا هذا العام لفعل الخير".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة