على إيران أن تفهم أننا وضعناها تحت الرصد ، هكذا كان الظهور الأول للجنرال فلين مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
على إيران أن تفهم أننا وضعناها تحت الرصد ، هكذا كان الظهور الأول للجنرال فلين مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، في رسالة تهديدٍ لإيران بعد هجوم الحوثيين على الفرقاطة العسكرية السعودية التي تسعى وحلفاؤها من قوات التحالف إلى تأمين هذا البحر من القرصنة ومن عبث الإرهاب ، وتأمين شريان الحياة لليمن عبر باب المندب والبحر الأحمر من خلال الحديدة ، ولا يغيب عن ذاكرتنا أن هذا العمل الإرهابي غير المباشر من إيران بعد الاعتداء على سفينة الإغاثة الإماراتية سويفت"، وهذا له دلاله واضحة على الإدراك العميق لدى الولايات المتحدة عن الدور الدنيء والخبيث والذي تلعبه إيران بأذنابها في المنطقة ، ولكن السؤال هل ستتحرك الولايات المتحدة باتجاه مجلس الأمن لتقدم ورقة ضغط على المبعوث الأممي في اليمن ، ليزيد من رتم المفاوضات التي أصابها الشلل ولم تعد تقوى على الحراك ؟!
هل سنشاهد تحولاً حقيقياً لنوايا الولايات المتحدة في التعامل مع عبث ايران في المنطقة من خلال اعادة وتشديد العقوبات الاقتصادية وتضييق الخناق عليها بكل السبل الممكنة والمتاحة ، خصوصاً وأن إيران لا تألوا جهداً في تمرير أجندتها وتصدير ثورتها المشؤمة من خلال ما يسمى " حرب الوكالة " ، وما تهريب الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية إلى جزء من منظومة متكاملة تعيث في الوطن العربي فساداً ، من خلال أتباعها الذين يتبعونها وهم صمٌ وبكمٌ بل وعميٌ لا يفقهون .
الحمل في مواجهة إيران ليس عبئاً على دول الخليج فحسب بل يمتد إلى العالم أجمع ، فوجود ميليشيات إرهابية في البحر الأحمر مدعومة من قبل نظام الملالي ، يشكل خطراً وتهديداً على الملاحة الدولية والتي يحتل هذا البحر منها جزءاً أساسياً في الربط بين القارات الثلاث ، وبالتالي فإن شريان الاقتصاد الممتد عبر هذا البحر مروراً بقناة السويس عرضة للاعتداءات وفقدان الثقة في اتخاذه سبيلاً لوصول أهم السلع الاستراتيجية من الشرق والغرب ، ناهيك عن أهمية هذا البحر في تغذية الشعب اليمني الذي يعاني أوضاع مأساوية جراء العبث العفاشي ممزوجاً بالحوثة أتباع إيران ، وكيف أن سواحل الحديدة تستقبل السلع المهمة واللازمة لاستمرار عجلة الحياة في الإنسان اليمني ، ولكن للأسف كانت إيران ولا زالت تستغل هذا الساحل لتهريب أسلحتها للانقلابين في عملية مستمرة لاستنزاف ما يمكن استنزافه من وقت ومال وجهد وفكر سياسي خليجي ، لضمان أكبر قدر من الوقت لتثبيت أركانها في سوريا والعراق والبحرين ، * وفي ذات الوقت إشغال الوطن العربي كلٌ في أمنه الوطني من خلال زعزعة استقرار حركة الملاحة في البحر الأحمر خصوصاً إذا ما علمنا أن 90% من ساحل هذا البحر هي دول عربية مثل مصر والسعوديّة والأردنّ والسودان والصومال وجيبوتي واليمن تطل عليه وتستفيد منه بشكل مباشر تصديراً واستيراداً ، أضف إلى ذلك أن هذا الممر هو المنفذ الجنوبي الوحيد لدولة فلسطين ، فأين إيران من فلسطين وسنين التشدق بقضيتها وهي تزعزع اليوم أمن واستقرار منفذها الوحيد ، ولعل التاريخ يذكر جيداً المفعول القوي لهذا الممر الاستراتيجي في الحروب ومدى تأثير من يسيطر عليه على العالم ، ففي حرب أكتوبر 1973 أغلقت اليمن بوابة هذا الممر من جهة الجنوب " مضيق باب المندب " بالتعاون مع مصر عن اسرائيل * .
عبثاً يعتقد النظام الحاكم في إيران أنه قادر على استنزاف الخليج من خلال بوابة اليمن ، ونصب صواريخه عبر بوابة العراق وسوريا وتصدير فتنته الطائفية عبر بوابة البحرين ، فليست أمريكا وحدها من ترصد إيران ، وتعلم ما يدور في ذهن الملالي من خطط خبيثة ، فالخليج له قادة يتمتعون بقدر عالي من الحنكة والحكمة ، والقوة في سبيل التعامل مع هذا السرطان الخبيث ، وهنا تتضح القوة في حجم الخسائر التي تتكبدها إيران في اليمن ، من خلال سقوط أتباعها ودحرهم من أوكارهم ، ضمن خطة محكمة ومدروسة تتضح معالمها جليةً في وجدان المشهد اليمني ، ويتضح أيضاً هذا الذكاء في التعامل مع إيران ، من خلال التهديد الذي وجهه مستشار الأمن القومي الأمريكي ، وهو ما يشير بلا شك إلى المكالمة الهاتفية التي جرت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه ﷲ ، ومثيلها لصاحب السمو الشيخ ﷴ بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، حيث أن التعامل مع إيران بدء التدرج في الانعطاف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، وما التهديد إلا أولى درجات هذا الانعطاف ، واستمرار إيران في عبثها هو بساط تفرشه بأيديها ليتربع على نظامها القريب والبعيد ويفرض عليها ما شاء من الملفات والعقوبات .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة