طقوس لمواجهة سوء الحظ وإحياء ذكرى الأسلاف في ساحل العاج
الرجال والنساء، الذين أسروا من ساحل العاج وبيعوا كعبيد قبل 400 عام، كانوا يغتسلون للمرة الأخيرة في نهر بودو المقدس قبل مغادرة البلاد.
يمارس مواطنون في ساحل العاج طقوسا للتطهير في نهر بودو الذي يعتبرونه مقدسا، وكان تتم فيه ممارسة طقوس مشابهة للرجال والنساء الذي أسروا وأرسلوا كعبيد إلى أمريكا قبل 4 قرون.
وكان الرجال والنساء، الذين أسروا من ساحل العاج وبيعوا كعبيد قبل 400 عام، يغتسلون للمرة الأخيرة في نهر بودو المقدس قبل ركوب السفينة والذهاب في رحلة بلا عودة إلى أمريكا.
وما زالت طقوس التطهير تجري في النهر لدرء سوء الحظ وإحياء ذكرى عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اجتثوا من أرضهم التي باتت الآن ساحل العاج وأرسلوا إلى أمريكا كعبيد.
وأجبر الأسرى الذين أُخذوا من شمال البلاد على السير على طول الطريق إلى الجنوب للوصول إلى قرية كانجا نيانزي والتي تعني "سفينة العبيد" حيث تندمج عدة أنهار في نهر بانداما، وكانت هذه أول نقطة انطلاق للسفن التي كانت تبحر مع العبيد إلى الساحل.
وكانت طقوس الاغتسال تجري كما هو الحال اليوم على يد كاهن كبير بهدف استعادة صحتهم بعد تلك الرحلة المضنية وكسر قيودهم روحيا وحمايتهم من الأذى وتذكيرهم بأصولهم.
والاغتسال الأخير على أرض الوطن كان يُعَد درعا لحماية جذورهم وهويتهم قبل رحلة أخيرة أخذتهم إلى أرض غريبة لم يعودوا منها أبدا.
وقال الباحث التاريخي، كاومي أكا، إن كانجا نيانزي كانت سوقا يشتري منه تجار العبيد الرجال والنساء والأطفال الأسرى قبل الرحيل.
واليوم، سدت الصخور نهر بانداما، أطول نهر في ساحل العاج، ولم يعد الإبحار ممكنا من تلك المنطقة.
وأصبحت القرية والنهر الآن جزءا من طريق العبيد الذي بدأت البلاد في إعادة تتبعه، وأقامت اليونسكو نصبا لتكريم ضحايا العبودية، وفي 2017، تم إعلان كانجا نيانزي معلما مهما في تاريخ البلاد.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز