خبراء لبوابة العين: العودة لمقررات الرياض طوق نجاة لبنان
ردود أفعال واسعة خلفتها استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري
ردود أفعال واسعة خلفتها استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والتي جاءت في أعقاب زيارة إلي السعودية عاد منها إلي بيروت الخميس الماضي ولقاء مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي في حضور السفير الإيراني محمد فتح علي، ليؤكد عدد من المحللين لبوابة العين الإخبارية أن الاستقالة جاءت في توقيت هام يسعى خلاله حزب الله لفرض هيمنته على الداخل اللبناني بغطاء من إيران لتكون العودة لمقررات مؤتمر الرياض هي الضمانة الوحيدة لأمن المنطقة وإعاقة المخطط الإيراني.
يقول المحلل السياسي سعد الحربي إن استقالة الحريري جاءت في توقيت هام للغاية في ظل الدور التي تلعبه إيران في المنطقة العربية ومحاولة سيطرتها على أجزاء من الأراضي السورية بمساعدة ذراعها حزب الله، مؤكداً أن خطوة إعلان استقالة رئيس الوزراء اللبناني سوف تسهم بشكل كبير في رفع الغطاء السياسي عن حزب الله باعتباره شريكا في تشكيل الحكومة.
يوضح أن مشاركة حزب الله في الحكومة كانت تضعه في دائرة القرار السياسي داخل لبنان وعلى المستوى الإقليمي مشيراً إلى أن رد حزب الله على هذه الاستقالة لن يكون قبل دراسة الاعتبارات الإيرانية وحساباتها في المنطقة من النواحي الأمنية والاستراتيجية.
يشير الحربي إلى أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد تحمل الكثير من الضغوط من جانب حزب الله بسبب كتلته المشكلة في الحكومة، ما يعني أن الاستقالة قد تؤدي إلى تغيير كافة المخططات التي كان يدبر لها في المستقبل.
من جانبه يقول الكاتب الصحفي عبدالعزيز العتيبي إن طوق النجاة الوحيد لأمن واستقرار المنطقة هو العودة إلى مقررات مؤتمر الرياض ومواجهة المحور الإيراني، مشيراً إلى ضرورة تكاتف الدول العربية بمساعدة الإدارة الأمريكية لتحجيم الدور الإيراني في المنطقة وتقليم كافة أصابعها خاصة بعد إعلان إدارة ترمب فرض عقوبات على الحرس الثوري وحزب الله ومن يتعامل معهم.
في السياق ذاته يضيف الخبير في الشؤون السياسية الدكتور حمد الغانمي أن استمرار حزب الله في الإطباق على القرار اللبناني بشكل خالف توقعات رئيس الحكومة والقائمين على التسوية منذ انتخابات الرئاسة وما شهدته الفترة الماضية من انتقال لبنان إلى المحور الإيراني بشكل لافت، عجل من اتخاذ قرار الاستقالة مشيراً إلى أن تلك الخطوة الاستقالة سوف تربك كافة الحسابات السياسية لحزب الله ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة الزج بأحد الشخصيات ذات العلاقة لتسميته بتشكيل الحكومة.
يضيف أن حزب الله سوف يجد نفسه بين خيارين إما التصعيد بمساعدة الجانب الإيراني لعمل انقلاب على الرئيس اللبناني والتحكم في مقاليد الأمور أو الزج بأحد الشخصيات السنية لترؤس الحكومة بشكل صوري فاقدة كافة الصلاحيات بحيث لا تقوى على التمثيل الحقيقي والفعلي في اتخاذ القرارات.
وأبدى الغانمي تخوفه من إقدام حزب الله على تحويل لبنان إلى ساحة مشابهة لما حدث قبيل عام 2005 واستهداف شخصيات معارضة سياسية وسنية بالاغتيال المباشر إذا لم يجد الشخصية السنية التي تقبل بتشكيل الحكومة وإعادة الغطاء الشرعي من جديد لسلاح حزب الله، لافتاً إلى أن الدور الأبرز الذي قد تشهده الساحة اللبنانية سوف يكون للمعارضة التي تطالب دوماً برفع الهيمنة الإيرانية عن لبنان.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز