"دور التعليم في الحرب والسلم" محور للمنتدى العالمي للتعليم 2018
يهدف المحور إلى تحديد الخطوات التي يمكن للمعلمين ومؤسسات المجتمع المدني وصناع السياسات اتخاذها في سبيل إحداث تغيير إيجابي.
في ظل النزاعات المسلحة التي تسهم كل يوم في إعادة رسم ملامح عالمنا المعاصر، تناول المنتدى العالمي للتعليم والمهارات 2018 دور التعليم الجوهري في الحرب والسلم.
وسعى المنتدى من خلال هذا المحور إلى تحديد الخطوات التي يمكن للمعلمين ومؤسسات المجتمع المدني وصناع السياسات اتخاذها في سبيل إحداث تغيير إيجابي.
وتخللت المنتدى جلسة حوار أدارها جيمي لوثر-بينكرتون، وجمعت الأميرة سارة زيد، الناشطة في مجال صحة الأم والمواليد الجدد والأطفال والمراهقين، وسكوت ويبر، مدير عام "إنتربيس"، المنظمة الدولية غير الحكومية لنشر السلام، وباتريك يوسف، نائب المدير الإقليمي- أفريقيا، اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
منتدى التعليم بدبي يسعى لإعداد جيل الشباب لبيئة العمل عام 2030
بالصور.. انطلاق "المنتدى العالمي للتعليم والمهارات" في دبي
وانطلقت الجلسة بدعوة وجهها باتريك يوسف لإيجاد حلول فعالة لقضية عدم المساواة والظلم وإدخالها ضمن المنظومة التعليمية، وشدد على أن التعليم "ليس حلاً لجميع المشاكل"، متناولاً إياه بنظرة أكثر شمولية بوصفه "خدمة كبيرة يتم توفيرها للأفراد لتعزيز الترابط الاجتماعي".
وسلطت الجلسة الضوء على قضية الإقصاء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، واتفق المتحاورون على أنها الشرارة التي تقود لنشوب الصراعات، وأكدوا أن التعليم الجيد هو الحل الأمثل لهذه التحديات.
وقال سكوت ويبر: "تؤدي منظوماتنا التعليمية الراهنة إلى إبقاء الكثير متخلفين عن اللحاق بركب التطور والنماء".
وأضاف "ويتجسد التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم في ابتكار حلول سياسية واجتماعية فعالة لإرساء دعائم مجتمعات متماسكة".
وحدد ويبر معيار "الثقة" بالمجتمع عبر الدمج الاجتماعي والترابط بين أفراد المجتمع من جهة، وتوطيد الثقة بين الحكومات والمجتمعات من جهة أخرى، كوسيلة لاختبار العقد الاجتماعي المتين.
وأوضح ويبر أن دور التعليم في تغيير أصغر تفاصيل المجتمع جوهري للغاية ولا يقتصر على تغيير تفكير الأفراد فقط، كما أشار إلى الضرورة الملحة لتطوير الذكاء العاطفي والمهارات المعرفية في وقتنا الراهن، وذلك عبر التعليم الرسمي، ومن خلال العائلات والمجتمعات لتعزيز القيم الاجتماعية الخلاقة والنسيج الاجتماعي.
ولدى سؤاله إلى أي مدى يعتبر التعليم الوطني نموذجًا مصغَّرًا يمليه المجتمع، أجاب ويبر: "نضع كثيراً من المسؤولية على عاتق التعليم ليكون جواباً لكل شيء، لكنه في الحقيقة جزء من الجواب وليس كله".
وأضاف ويبر "من الأهمية بمكان أن ينخرط المجتمع في عملية التحول الاجتماعي وأن يقوم بتعزيز التعليم، وليس العكس".
من جانبها، انتقلت الأميرة سارة زيد بالحوار إلى آفاق أوسع عبر استعراض التناظر بين التخلف وسوء الرعاية الصحية بين النساء والأطفال، وتأثيرهما المباشر على تطورهم المعرفي ومساهمتهم المتوقعة في المجتمع. كما تناولت التغيير الجذري في طبيعة العمل في المستقبل، نظراً للثورة التقنية الحاصلة، وذكرت أن ثلث المهارات المطلوبة بحلول عام 2020 لم تحظَ بالأهمية القصوى الجديرة بها بعد.
وأشارت "يجب أن يستعرض التعليم تطوير المنظومات السياسية والاجتماعية"، ودعت إلى "تعليمهم كي يحلموا" وأكدت أن تضافر جميع الجهود يمكن أن يحدث الفارق.
ولدى سؤاله من قبل الجمهور عن دور التعليم في مناطق النزاع حيث لا تراعى أدنى حقوق الإنسان، ذكر ويبر أن تعريف بناء السلام "لا يتعلق بالنزاع" بل بتعزيز قدرة المجتمع على إدارته بصورة خالية من العنف.
وأضاف باتريك يوسف "علينا تحديد الشكل الذي سيكون عليه التعليم من زاوية النزاع".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز