"وُلد من جديد".. كيف عاد روميلو لوكاكو إلى تشيلسي بوجه آخر؟
يعد روميلو لوكاكو وجها مألوفا لجماهير الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن اللاعب العائد إلى تشيلسي لم يعد كما رحل عن إنجلترا قبل عامين.
ونجح النادي اللندني في استعادة لوكاكو بعد 7 سنوات على رحيله مقابل 97.5 مليون جنيه استرليني، في صفقة هي الأغلى في تاريخه.
سر التحول الكروي
وعن تطوره الكروي، قال لوكاكو في مايو/أيار الماضي: "إيطاليا أوصلتني إلى درجة أخرى، لم أكن بهذه القوة من قبل، حيث وصلت إلى درجة مختلفة على الجانبين البدني والذهني".
ووصل المهاجم البلجيكي إلى ذروة مستواه خلال عامين مع إنتر ميلان بعد رحيله عن مانشستر يونايتد وقاد الفريق إلى لقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 11 عاما في الموسم الماضي.
وفي إيطاليا، أصبح لوكاكو أحد أبرز الهدافين في أوروبا كما طور إمكاناته كصانع للأهداف وقائد بعدما أصر المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي على التعاقد معه عند توليه مسؤولية تدريب إنتر في 2019.
ولم يقبل المدرب الإيطالي بالرفض وتعاقد مع لوكاكو في صفقة قياسية للنادي وصلت إلى 74 مليون جنيه استرليني ومهد الطريق أمام علاقة ناجحة بين مدرب ولاعب.
وأبلغ لوكاكو شبكة "سكاي سبورتس: في أبريل/نيسان الماضي: "تحدثنا عن الدوري الإنجليزي وأنه الأقوى من الناحية البدنية، لكن تدريباتنا في إيطاليا ليس لها أي مثيل، نحن في أفضل حالة بدنية".
وقام لوكاكو بتغيير عادات طعامه وأصبح أنحف وترك بصمته على الفور بتسجيل 10 أهداف في أول 13 مباراة له في الدوري الإيطالي ليعادل رقم إستفان نيرس القياسي والذي صمد لمدة 71 عاما كأفضل بداية للاعب جديد مع إنتر، لكن رغم كل ذلك لم يكن يضمن مكانه في التشكيلة.
وقال اللاعب البلجيكي لصحيفة "لا تريبيون": "كونتي أبلغني بشكل صارم، إذ لم تجتهد في التدريبات فلن تلعب، من المهم أن تعلم كيفية اللعب وظهرك للمرمى".
وأضاف: "من المهم أن تقابل الأشخاص الذين يبلغونك بالحقيقة لمساعدتك على التطور، وهو ما حدث لي في إنتر".
وبنهاية موسم 2019-2020، عادل لوكاكو رقم البرازيلي رونالدو القياسي بإحراز 34 هدفا في موسمه الأول مع إنتر بجميع المسابقات وقاد الفريق للمركز الثاني في الدوري والخسارة في نهائي الدوري الأوروبي.
مولد جديد
وفي الموسم الثاني، أتت شراكة لوكاكو مع الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز ثمارها إذ نال إنتر لقب الكالتشيو، ليكسر قبضة يوفنتوس التي استمرت 10 سنوات.
وأحرز اللاعب البالغ عمره 28 عاما 24 هدفا في الدوري واختير أفضل لاعب في البطولة لكن التطور الأبرز كان صناعته 10 أهداف ولم يتفوق عليه سوى روسلان مالينوفسكي لاعب أتالانتا.
وعن ذلك، قال كونتي مدرب إنتر السابق: "أتذكر أن العديد من الأشخاص لم يتقبلوا التعاقد مع لوكاكو وتحدثوا عن أن إمكاناته مبالغ فيها".
وأردف: "دائما ما كنت أقول إنه جاء بإمكانات كبيرة ولو اجتهد في التدريب سيحقق أشياء استثنائية، لوكاكو تطور بشكل استثنائي ويمكنه فعل المزيد".
وترك لوكاكو بصمته في الأوقات المهمة وأحرز هدفين وصنع هدفا في الفوز 3-1 على لاتسيو في فبراير/شباط وهو الانتصار الذي قفز بإنتر إلى الصدارة فوق غريمه ميلان وتصدر البطولة لأول مرة في الموسم.
وفي الأسبوع التالي ضد ميلان، صنع الهدف الأول لمارتينيز قبل أن يضيف الهدف الثالث بعد انطلاقة مذهلة من منتصف الملعب.
وسيفتقد إنتر بشدة مهاجمه الذي وصل إلى ذروة مستواه في إيطاليا ويعود إلى إنجلترا بثقة بشأن مكانه بين الصفوة.
وحول وصوله لتلك القمة، قال لوكاكو: "قطعت خطوة كبيرة للأمام، اعتدنا الحديث عن (روبرت) ليفاندوفسكي و(كريم) بنزيما و(هاري) كين وأنهم أفضل المهاجمين في العالم".
وأتم: "حسنا الآن أنا من بين أفضل المهاجمين في العالم، هذا كان هدفي الشخصي".