رون ديسانتيس.. رجل فلوريدا القوي يطمع في البيت الأبيض
أصبح رون ديسانتيس حاكم فلوريدا بعد ترشحه للرئاسة الأمريكية، عقبة في طريق الرئيس السابق دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
ديسانتيس، من بين جمهوريين آخرين أعلنوا اعتزامهم الترشح، من الممكن أن يهدد فرص ترامب -الذي يعاني من مشكلات قضائية جمة- استنادا إلى الفوز العريض الذي حققه في انتخابات ولاية فلوريدا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
رجل فلوريدا القوي قال في مقطع فيديو نشره على حسابه في موقع تويتر "أنا مرشّح للانتخابات الرئاسية من أجل قيادة العودة الأمريكية العظمى".
ومن المرجح أن تكون حجة ديسانتيس الأساسية للترشح هي أنه الجمهوري الوحيد الذي يمكنه هزيمة بايدن الذي تغلب على ترامب في انتخابات 2020.
من هو ديسانتيس؟
ولد رون ديسانتيس في فلوريدا عام 1978، والتحق بجامعة يال لدراسة التاريخ، وقاد فريق البيسبول بها، إلا أنه تحول بعد ذلك لدراسة القانون بجامعة هارفارد.
ولكن خلال عامه الثاني في الجامعة تم استدعاؤه ليصبح ضابطا في البحرية الأمريكية ويلتحق بفرعها القانوني، فيلق الضباط القضاة العام، الذي أتاح له العمل مع المعتقلين المحتجزين في خليج غوانتانامو، بالإضافة إلى تعيينه مستشارا قانونيا لنخبة قوات البحرية الأمريكية المنتشرة في العراق.
ديسانتيس خرج من الخدمة العسكرية في عام 2010 بعدما نال مرتبة الشرف، لكنه لا يزال قيد الخدمة في احتياطي البحرية الأمريكية.
وفي نفس عام خروجه من الخدمة العسكرية تزوج من كاسي، وهي مراسلة إخبارية تلفزيونية محلية وناجية من مرض السرطان، وأنجب منها 3 أطفال.
بعد انتهاء خدمته العسكرية أصبح ديسانتيس مدعيا عاما فيدراليا، قبل أن يدخل عام 2012 في سباق للحصول على مقعد عن الدائرة السادسة لكونغرس ولاية فلوريدا، وهي واحدة من أكثر المناطق محافظة في الولاية.
حاكم فلوريدا
في عام 2018 وبعد أن أمضى 5 سنوات في الكونغرس، حيث ساعد في تأسيس "كتلة الحرية" للمحافظين اليمينيين المتشددين، أعلن ديسانتيس عن نيته الترشح لمنصب الحاكم لولاية فلوريدا، مدعوما بتأييد كامل من الرئيس، في ذلك الوقت، دونالد ترامب، وهو المنصب الذي يشغله منذ يناير/كانون الثاني 2019.
وكان وباء كورونا التحدي الأبرز لديسانتيس في فلوريدا، حيث أمر بتطبيق إجراءات الإغلاق العام في جميع أنحاء الولاية، وأقام المئات من مراكز الاختبار وطلب ملايين الكمامات، والتي قال حينها إنها "يمكن أن تمنع انتقال العدوى للفئات المعرضة للخطر والضعيفة".
ديسانتيس انتخب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حاكما لولاية جديدة بفلوريدا في الانتخابات النصفية الأمريكية، وصنع التاريخ بفوز ساحق لم تشهده الولاية منذ عقدين، بعد أن فاز على الديمقراطي تشارلي كرايست بنسبة 57-42%، وهو أكبر فارق في سباق حكام ولاية فلوريدا منذ أن فاز جيب بوش بنحو 13 نقطة في عام 2002.
وبالنسبة لقطاع كبير من الناخبين الأمريكيين، فإن ديسانتيس المولود في فلوريدا وتمتد جذوره إلى الطبقة العاملة، ومحب للبيسبول، وخريج كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ومحارب قديم بالبحرية، وزوج وأب لثلاثة أطفال، فإنه يستوفي جميع المواصفات المطلوبة لسكن البيت الأبيض.
وبالنسبة لأنصار ديسانتيس يعتبر الرجل محاربا ومدافعا عنيدا عن التيار المحافظ، أما في أعين منتقديه فهو ديماجوجي متنمر من دعاة التعصب، يجد متعة في تشجيع الانقسام السياسي والاجتماعي.
ومن خلال تبنيه قضايا في فترته الأولى كحاكم لفلوريدا مثل تحسين جودة المياه، والدعوة لإضفاء الشرعية على الماريجوانا الطبية، وزيادة أجور المعلمين، كان هناك تفاؤل بحكمه، لكن تلا ذلك انزلاق نحو اليمين، إذ تبنى نهجا متشددا فيما يتعلق بالهجرة، وقيّد حقوق الإجهاض، وحظر جراحات التحول الجنسي للقصر، كما وقف ضد إغلاقات كورونا، والارتداء الإجباري للكمامات.
كما خاض ديسانتيس معركة مع قوى فاعلة مثل شركة "ديزني" لعدم الاتفاق معه بشأن حقوق الأبوين في مشروع قانون التعليم، والذي أطلق عليه قانون "لا تقل مثليا"؛ لأنه حد من نقاشات التوجهات الجنسية والهوية الجنسية في المدارس.
السياسة الخارجية
وبالنسبة لمواقفه تجاه السياسة الخارجية، فقد أدان ديسانتيس روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وانتقد قرار بايدن بالانسحاب من أفغانستان، كما أنه يعارض بشدة خصوم أمريكا التقليديين مثل إيران، وأعرب عن معارضته للاتفاق النووي مع طهران، بالإضافة إلى منافسين جدد مثل الصين، كما تعهد بأن يكون "أكثر حاكم مؤيد لإسرائيل في أمريكا".
ويعتبر حاكم فلوريدا المنافس الرئيسي لدونالد ترامب لكسب ترشيح الحزب الجمهوري، وسينافس الفائز في هذه الانتخابات التمهيدية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 المرشح الذي يختاره الحزب الديمقراطي وسيكون على الأرجح جو بايدن.
وبمجرد تردد أنباء قبل فترة عن اعتزام ديسانتيس خوض السباق الرئاسي، شن ترامب هجوما حادا عليه.
وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" ساخرا: "المشكلة مع ديسانتيس هي أنه سيحتاج إلى عملية زرع شخصية".
وبحسب مكالمات هاتفية لديسانتيس مع كبار المتبرعين للحزب الجمهوري، تم تسريبها، فقد قال حاكم فلوريدا "لديك 3 أشخاص في هذه المرحلة يتمتعون بالمصداقية في هذا الأمر برمته، بايدن وترامب وأنا، وأعتقد أن من بين هؤلاء الثلاثة، اثنان لديهما فرصة ليتم انتخاب أحدهما رئيسا.. بايدن وأنا".
ديسانتيس يرى أن فرصة ترامب ليست جيدة، إذ قال "استنادا إلى جميع البيانات في الولايات المتأرجحة، فإن الأمر ليس رائعا للرئيس السابق.. لأن الناس لن يغيروا وجهة نظرهم عنه".
ولعل التحدي الأبرز الذي سيواجهه ديسانتيس هو إقناع بعض مؤيدي ترامب الأقل حماساً، بأنه نسخة أفضل من ترامب.