بين روزفلت و"المفاوضات".. إلى أين تتجه بريطانيا بعد البريكست؟
رئيس الوزراء البريطاني قال إنه يعتزم أن يكشف عن مشروع إنفاق يرّكز على الاستثمار في البنى التحتية
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن أزمة فيروس كورونا المستجد تتطلّب استجابة اقتصادية كبرى أشبه بالخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت لتحفيز الاقتصاد إبان حقبة الكساد الكبير.
وصرّح جونسون، الإثنين، في مقابلة مع إذاعة "تايمز راديو" الجديدة أن بريطانيا مقبلة على "مرحلة مضطربة" تواجه فيها أكبر انكماش في تاريخها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه يعتزم أن يكشف في خطاب سيوجّهه الثلاثاء مشروع إنفاق يرّكز على الاستثمار في البنى التحتية.
"مقاربة روزفلت"
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني "أعتقد أن الأوان قد حان لتطبيق "مقاربة روزفلت" في بريطانيا في إشارة إلى سياسة النهوض من خلال الطلب وتدخل الدولة بعد الكساد الكبير في الثلاثينات.
وأضاف "ما سنفعله خلال الأشهر المقبلة هو مضاعفة برنامجنا الأصلي الذي كان يركز على الاستثمارات لصالح البنى التحتية والتعليم والتكنولوجيا لتوحيد البلاد".
وقال جونسون "اعتقد بالطبع ان الأشخاص سيدركون أنه سيكون من الصعب تخطي هذا الأمر".
وتابع "شهدنا تراجعا كبيرا في إجمالي الناتج الداخلي ويعلم الجميع بأننا عندما سنخرج من هذا المأزق سنواجه أوقاتا عصيبة، لكن اقتصاد بريطانيا ديناميكي ومتين بشكل كبير و نتخطى هذه المرحلة بصورة جيدة جدا".
وأضاف "أرى بالفعل أن الاستثمار سيؤتي ثماره".
ويشمل البرنامج خطة لإعادة إعمار المدارس بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.1 مليار يورو) ويبدأ في 2020-2021 ويتعلق بخمسين مشروعا في مرحلة أولى.
وقال جونسون إن "البلاد مرّت بصدمة عميقة"، مضيفا "أريد حقا إعادة البناء بشكل أفضل"، متحدثا عن مقاربة "مختلفة".
وشدد على أهمية "الاستثمار في البنى التحتية، والنقل والاتصالات وغيرها من القطاعات".
تغيير النمط
ودفعت تدابير العزل التي فرضت عالميا من أجل مكافحة الوباء حتى أكثر الحكومات تحفّظا إلى إعداد شبكات أمان اجتماعي ستزيد مديونيتها.
لكن لن يتّضح الحجم الفعلي لمشكلة البطالة إلا بعد مباشرة الحكومة في أغسطس/آب المقبل إنهاء خطة مساعدة الموظفين الذين صرفوا مؤقتا من الخدمة.
ويقدّم مشروع الإنفاق الحالي إعانات لتسعة ملايين موظف ويكلّف الحكومة عشرات مليارات الجنيهات.
زيادة الإنفاق
واعتبرت مؤسسة الأبحاث المستقلة "ريزوليوشن فاونديشن" إنه لم يكن أمام الحكومة أي خيارات سوى زيادة الإنفاق لأن تأثير الفيروس سيستمر حتى ولو تراجع إلى ما دون مستوى ما قبل الجائحة.
وجاء في تقرير المؤسسة أنه يتعيّن على جونسون أن يسعى إلى "إحداث وظائف عبر الاستثمارات العامة المباشرة في مجال الرعاية الاجتماعية والتعديل التحديثي".
والتعديل التحديثي عبارة تعني إضافة تقنيات أو ميزات جديدة إلى أنظمة قديمة.
ويأتي التوجّه الجديد للحزب المحافظ الحاكم نحو الإنفاق في وقت يسعى فيه حزب العمال المعارض للتعافي من نكسة انتخابات ديسمبر/كانون الأول التي أطاحت بزعيمه جيريمي كوربن.
وعرض الزعيم الجديد للحزب كير ستارمر على جونسون التعاون حينما كانت المملكة تسجّل حصيلة وفيات يومية بكوفيد-19 تتخطى ألف شخص في أبريل/نيسان الماضي.
لكن يبدو أن احتمالات قيام تعاون بين الحزبين تتضاءل مع تراجع تأثير الوباء وتركيز الاهتمام على الاستجابة الاقتصادية.
والإثنين أبدى ستارمر صدمته لعدم رصد موازنة لشهر يوليو/تموز المقبل تضع الوظائف في صلب التعافي الاقتصادي.