الرحلات البحرية حول العالم حائرة بين سياحة زائدة وصناعة سفن تزدهر
لا تعد الرحلات البحرية ظاهرة جديدة، لكن على مدار العقد الماضي فرضت نفسها كوسيلة سفر، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على زيادة شعبيتها
للرحلات البحرية متعة خاصة، منها ما هو صحي يتعلق بالاستيقاظ مبكرا وتناول وجبة الإفطار في شرفة غرفتك الخاصة على متن مركب وسط مناظر مذهلة للبحر أو المحيط ومنها ما يخص عشق حياة البحر.
وبعد أن ترسو المركب في أحد الموانئ أثناء الرحلة البحرية التي تمر بعدد من المدن السياحية الشهيرة، يفضل البعض عدم النزول من متن المركب، بينما يفضل آخرون النزول واستكشاف جهة الوصول وقضاء وقت فيها ربما يستمر ساعات قليلة أو يصل إلى يوم كامل.
- طيران الإمارات تستعد لموسم جديد من الرحلات البحرية "ستارز أون بورد"
- إنفوجراف.. نمو حركة الرحلات البحرية السياحية إلى أبوظبي
لكن عليك أن تعلم أن هبوطك من متن المركب يجعلك جزءا من حشود السياح التي تتصارع لمشاهدة المعالم والمواقع السياحية المختلفة.
في تقرير مطول نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية، قالت إن صناعة السفن المخصصة للرحلات البحرية آخذة في الازدهار، وأصبحت هذه السفن أكبر حجما وأفضل وضعا ومتعة، وفي الوقت ذاته أصبحت الموانئ أكثر اكتظاظا وتلوثا وسط غضب عارم من السكان المحليين في جهات الوصول.
ولا تعد الرحلات البحرية ظاهرة جديدة، لكن على مدار العقد الماضي فرضت نفسها كوسيلة مميزة جديدة للسفر، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على زيادة شعبيتها بصورة هائلة في الفترة الأخيرة. وفي عام 2019، يتوقع أن يصل عدد المسافرين عبر السفن حول العالم إلى 30 مليون راكب، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ17.8 مليون راكب منذ عقد مضى.
ومن أشهر جهات السفر التي يتنقل بينها المسافرون بواسطة السفن البندقية وبرشلونة ودوبروفنيك، إذ تشكل نسبتهم 5% من إجمالي زوار هذه المدن الأوروبية. وعلى الرغم من أن هذه نسبة قليلة وإذا تم استبعادها لن تؤثر كثيرا على السياحة الزائدة في هذه المدن فإن بعض الأحزاب السياسية تقول إن هذا النوع من الرحلات يشجع فكرة رحلات اليوم الواحد الذي يضخ عددا كبيرا من الزوار مقابل إدخال مبالغ زهيدة لاقتصاد الجهة التي يزورونها.
وهو ما ترد عليه شركات السياحة البحرية بأنه لا أساس له من الصحة لأنها تقوم بدفع مبالغ طائلة للموانئ والسلطات المحلية من أجل إرساء المراكب، بالإضافة إلى الاستعانة بأشخاص محليين لاصطحاب الركاب في رحلات استكشافية قصيرة داخل مدنهم ما يوفر فرص عمل.
لكن يرى المعارضون للرحلات البحرية أن الأمر لا يتعلق فقط بالمال إذ لا يشعر المحليون فقط بالتكدس في الطرق ولكن الزوار والسياح الأساسيين أيضا ما يؤثر على استمتاعهم بالرحلة.
كما يرى بعض الأحزاب أن وصول السفن في موعد واحد يعني دخول آلاف الزوار إلى المدينة في الوقت نفسه ما يزيد من التكدس في أنحائها. ناهيك عن مخاوف التلوث البيئي، إذ أشار التقرير الأخير من مجموعة السفر المستدامة TRANSPORT & ENVIRONMENT إلى أنه على مدار 2017، أن السفن التابعة لشركة CARNIVAL CORPORATION تطلق كمية أكسيد الكبريت حول السواحل الأوروبية أكثر 10 مرات مما تطلقه جميع سيارات أوروبا260 مليون سيارة. وصنفت المجموعة مدينة البندقية بأنها ثالث ميناء ملوث بفعل السفن على مستوى العالم، فيما احتلت برشلونة المركز الأول. ما دفع وزير النقل الإيطالي مؤخرا إلى إعادة توجيه السفن كبيرة الحجم نحو محطات فوسينا ولومبارديا، للحد من الازدحام والتلوث في البندقية.
ويعتقد البعض أن المسؤولية لا تقع على عاتق المسؤولين وشركات الرحلات البحرية فقط، ولكن على ركاب السفن أيضا إذ إنه ينبغي عليهم التفكر قليلا قبل الهبوط من متن السفينة واختيار الوقت المناسب لاستكشاف الجهة التي يتواجدون فيها، أو ربما عليهم القيام ببعض البحث عن المدينة قبل زيارتها لتجنب التسبب في الازدحام والقيام بالشيء نفسه في الوقت نفسه.
ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني AVOID-CROWDS.COM لمعرفة المناطق المتوقع ازدحامها قبل زيارتها. ويقول الموقع إنه يحاول مساعدة قطاع السياحة والسفر والحكومات المحلية حول العالم لتخفيف آثار السياحة الزائدة.
وفي المقابل، تروج بعض الشركات السياحية إلى سفن أصغر حجما وأكثر صداقة للبيئة للتخفيف من آثار التلوث البيئي التي تسببها الرحلات البحرية في العادة.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA==
جزيرة ام اند امز