بالصور.. روسيا تستعرض أسلحتها في ذكرى هزيمة النازية
الاحتفال حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجمع غفير من المحاربين القدامى وعوائل الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.
شهدت الساحة الحمراء وسط العاصمة الروسية، والساحات الرئيسية في المدن التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، استعراضات عسكرية، احتفالا بالذكرى الرابعة والسبعين للانتصار على النازية.
- بالصور.. روسيا تستعد للاحتفال بالذكرى 74 للانتصار على النازية
- خطابات تهديد من "النازيين الجدد" إلى المدعية العامة في برلين
وتعيد الاحتفالات التذكير بالانتصارات التي حققها الجيش الأحمر، والتي وضعت حدا للأطماع النازية في العالم، وللتأكيد على أن الجيش الروسي بجميع صنوفه، على استعداد لتنفيذ أي واجبات قتالية للحفاظ على الأمن القومي للبلاد.
الاحتفال حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجمع غفير من المحاربين القدامى وعائلات الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، في حين تغيب عن الحضور رؤساء الدول الأجنبية على غير العادة، لكن المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أكد أن "غياب القادة الأجانب عن المشاركة في موكب النصر ليس وضعا فريدا".
وأوضح أن "روسيا لم تدع أي من رؤساء الدول الأجنبية، لأنهم عادة ما يشاركوا عندما ترتبط المناسبة باليوبيل، لكن عام 2020 سيكون عامًا خاصًا، حيث ستحتفل البلاد بالذكرى الخامسة والسبعين للنصر".
وأكد الرئيس الروسي، في كلمة مقتضبة، أن بلاده ستقوم بكل ما في وسعها لتعزيز قدراتها العسكرية، وتعزيز كرامة المقاتلين، مشددا في الوقت نفسه على أن "روسيا منفتحة على الجميع، وبالأخص مع المستعدين للتعاون معها في القضاء على النازية".
ودعا بوتين المجتمع الدولي إلى "إنشاء نظام أمني موحد لمواجهة التهديدات"، مشيرا إلى أن بلاده ستقوم بتطوير جميع أنظمة الأمن وتعزيز قدراتها العسكرية.
وذكر الرئيس الروسي، في كلمته أمام حشود المقاتلين المشاركين، أن "هناك من يحاول في بعض الدول تحريف حقيقة الحرب ويخدمون النازية، وواجبنا المقدس هو عرض حقيقة وصحة التاريخ"، مشددا في الوقت نفسه على أن "التاريخ شهد مآثر كبيرة، وأنهم كانوا يعتقدون أنهم سيحتلون الاتحاد السوفيتي وروسيا العريقة خلال أسابيع عديدة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك".
وشارك في الاستعراض أكثر من 13 ألفا و600 عسكري يمثلون طلبة كتيبة جامعة موسكو التابعة لوزارة الداخلية، ووحدات من النساء العسكريات في الأكاديمية العسكرية للدفاع، وفرقة المتدربين التابعة للجنة التحقيق، وأفراد من حماية موسكو وخريجي المدارس العسكرية العليا والأكاديميات، والوحدات المظلية المنقولة جوا (المارينز)، وكوكبة من قطاعات الجيش الروسي البرية والبحرية ومن مشاة المدفعية، بالإضافة إلى وحدات من قوى الأمن الداخلي، ووزارة الحالات الطارئة، ولأول مرة فصيل من المجندات.
واستعرضت في الساحة أكثر من 130 آلية ومعدات عسكرية روسية متطورة بكل أنواعها، منها ناقلات الجنود المدرعة BTR-MDM "Shell"، ومركبات القتال المشاة BMP-3، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع Msta-S، وأنظمة الصواريخ Buk-M2 المضادة للطائرات هاوتزر ذاتية الدفع، والمنظومة الصاروخية المضادة للطائرات"Pantir-S"، وأنظمة الصواريخ التكتيكية التشغيلية "Iskander-M"، وأنظمة الصواريخ Yars RK، وفقا للتقاليد، فإن دبابة T-34 الأسطورية ستقود العمود الآلي.
وتم تقديم عينات مستقبلية من المعدات القتالية الجديدة – الدبابات "Armata" وBMP "Kurganets" وناقلات الجنود المدرعة "BTR Boomerang"، ولأول مرة هذا العام، ستظهر مركبات دعم دبابات BMPT Terminator وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات TorM2DT (في الإصدار القطبي الشمالي)، والمركبات المدرعة الجديدة من Typhoon-K، والمركبات المدرعة الخاصة من Tiger وUral و Patrol، والآليين "Uran- 6" وخزان الروبوت "Uran-9"، وهي المركبة الجوية متعددة الأغراض غير المأهولة "Corsair"، بالإضافة إلى عربة الجيش الثلجية الجديدة، والمنتجات الجديدة من سيارات Lada 4x4 مع مدفع رشاش Kord وعربة Chaborz M-3.
وحرصت روسيا على تقديم ما هو جديد في عالم الصناعات العسكرية خلال هذا الاستعراض، وعرضت لأول مرة من بين هذه الآليات التي سارت في الساحة الحمراء أحدث مدرعة روسية معروفة باسم "بوميرانج"، التي صممت لنقل الجنود وحمايتهم من الألغام والمتفجرات الشديدة الانفجار والقذائف والصواريخ المضادة للدروع والمروحيات المهاجمة.
ويعتبر خبراء كثيرون المدرعة أفضل ناقلة جنود في العالم، ووصفها الخبير أليكسي ليونكوف بأنها أحدث الآليات المدرعة ذات العجلات، مشيرا إلى أن "العجلات تمنحها ميزة تفوقية في الظروف غير المواتية للآليات المجنزرة الثقيلة".
وأضاف أن "قوات العمليات الخاصة تعتبر هي الأحوج إلى آلية بوميرانج، لأنها قادرة على السباحة ومطلوبة لمشاة البحرية".
وكشف الحرس الوطني أيضا عن اهتمامه بـ"بوميرانج"، التي من مزاياها إمكانية خروج الجنود منها من الخلف، أما عن تسليحها فيمكن أن تحتوي آلية "بوميرانج" على رشاش عيار 30 ملم أو مدفع عيار 57 ملم أو مدفع عيار 100 ملم.
كما تتسلح "بوميرانج" أيضا بصواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات البالغ مداها 10 كيلومترات، ويتوقع أن تدخل آلية "بوميرانج" الخدمة الفعلية في الجيش الروسي بعد أن تجتاز الاختبار الرسمي هذا العام.
ولأول مرة صنعت روسيا سيارة جديدة لقادة العروض العسكرية، وهي من عائلة السيارات الفخمة "آوروس"، التي يستخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستقلها وزير الدفاع سيرجي شويجو أيضا خلال تحية المشاركين في الاستعراض العسكري.
وقال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس منتوروف إن "السيارة الجديدة تبدو متزنة وأنيقة".
كما شاركت في الاستعراض وسط الساحة الحمراء لأول مرة سيارة جديدة من نوع "لادا"، وهي سيارة عسكرية صُنعت لقوات المظلات، توصف بأنها غير مرئية لصعوبة اكتشافها بواسطة أجهزة الرؤية الحرارية، وكذلك تمييزها بالقدرة على إطفاء النار تلقائيا في حال اشتعالها فيها، ومقاومتها للكيماويات، وزودت السيارة غير المرئية برشاش "كورد" عيار 12.7 ملم، ويرى الخبراء العسكريون إمكانية إحلال قاذف رمّانات "بلاميا" أو قاذف صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات محل رشاش "كورد".
وأتيحت لأهالي مدينة فورونيج أيضا فرصة رؤية ما يدخل في باب الأسلحة غير المرئية، ولم يتم الإعلان عنه بعد.
وكان أهالي هذه المدينة أول من يرى منظومة "بالانتين" للتشويش الإلكتروني والإعاقة التشويشية التي ظهرت في مدينة فورونيج خلال العرض العسكري الذي أقامته وحدات القوات المسلحة الروسية المرابطة في مقاطعة فورونيج بمناسبة عيد النصر.
وتوجد نسختان فقط لمنظومة "بالانتين" الآن، في مركز تدريب خبراء الحرب الإلكترونية بمدينة تامبوف، وأخرى في إحدى وحدات الجيش الروسي المرابطة في مقاطعة فورونيج، وهي قادرة على تعطيل أي جهاز للاتصال، ويستطيع، مثلا، تعطيل أجهزة التحكم في صواريخ "توماهوك"، حيث توضع "بالانتين" في سيارات "كاماز" التي تنتشر على جبهة القتال عند الضرورة لتؤمن حماية جيش كامل من أسلحة العدو ذات الدقة العالية.
وكان من المفترض التحليق في أجواء ساحة الاحتفال وسط العاصمة الروسية 74 طائرة تمثل الذكرى الـ(74) للانتصار على النازية، منها حاملات الصواريخ الاستراتيجية من طراز Tu-160، وقاذفات القنابل الطويلة المدى طراز Tu-95MS، وقاذفات القنابل طراز Tu-22M3، وطائرات التزود بالوقود Il-78، والنقل العسكري An-124 و Il-76MD، بالإضافة إلى مقاتلات Su-35S ، وعرض طائرات Su-30SM وMiG-29 لأول مرة للجمهور، وأحدث مقاتلات Su-57، بالإضافة إلى مقاتلة الاعتراض MiG-31 التي تحمل صاروخ ( kindjal) تحت أجنحتهم، وكذلك الطائرات المروحية Mi-26، وMi-8، وMi-28N، وKa-52، لكن سوء الأحوال الجوية حال دون ذلك.
بالإضافة إلى مسيرات النصر الاحتفالية في مدن البلاد، فإن يوم النصر له سمات وتقاليد أخرى، في مقدمتها، وضع أكاليل الزهور على المقابر التذكارية والنصب التذكارية لجنود الحرب الوطنية العظمى والمعالم الأثرية واللوحات التذكارية والمواقع التذكارية.
ويتزامن ذلك مع الوقوف دقيقة صمت حداداً على كل من ماتوا خلال الحرب الوطنية العظمى، وهي بمثابة علامة احترام لجميع من ضحوا بحياتهم، بالإضافة إلى تحية النصر التي كانت الأولى منها في موسكو في عام 1943 تكريما للهجوم الناجح للجيش الأحمر، وكان الأكثر شهرة هي تحية 9 مايو/أيار 1945، في يوم إعلان الاستسلام الكامل للقوات الفاشية، حيث بدأت التحية في الساعة 22:00 بتوقيت موسكو، ومنذ ذلك الحين كل عام في الساعة 22:00 في العديد من المدن تبدأ تحيات النصر، مذكّرة بأن البلاد وقفت، وأطاحت بالغزاة.
ويؤكد الروس أن يوم 9 من مايو/أيار ليس مجرد عطلة، بل إنه أحد الأيام العظيمة التي تم تكريمها ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا في العديد من البلدان الأخرى المتأثرة بالحرب العالمية الثانية، لذلك هو يوم نصر مهم لكل أسرة وكل روسي، حيث إنه من الصعب العثور على شخص لم يتأثر بأي شكل من الأشكال بالحرب الرهيبة التي أودت بحياة الملايين من الجنود والمدنيين.