روسيا والقطب الشمالي.. مناورة شاملة "تذيب الجليد"
لا تكاد منطقة في العالم تخلو من تنافس على النفوذ أو الثروات، وبينها القطب الشمالي الذي أصبح ملعبا كبيرا للسياسة ومنبعا غنيا للاقتصاد.
تنافس يجمع إلى جانب روسيا، الصين والولايات المتحدة، التي أعلنت نهاية العام الماضي، استحداث منصب سفير لمنطقة القطب الشمالي، بهدف تكثيف الدبلوماسية الأمريكية بالمنطقة وعدم ترك الساحة فارغة أمام روسيا.
- "سفير متجول".. أمريكا تتوغل دبلوماسيا في القطب الشمالي
- القطب الشمالي.. ساحة نزال "بارد" بين واشنطن وموسكو
لكن موسكو التي تعتبر القطب الشمالي امتدادا استراتيجيا لها، لا تترك الأمر دون حسابات واستعدادات، وفي هذا السياق أطلقت مناورات عسكرية شاملة واسعة النطاق في مياهها بالقارة القطبية الشمالية.
المناورات الشاملة شارك فيها 1800 جندي وأكثر من 10 سفن و40 طائرة ومروحية.
أهداف التدريبات
وقال الأسطول الشمالي للبحرية الروسية إن التدريبات ستركز على حماية "أمن الممرات البحرية والتجارية الروسية مثل الممر الشمالي الشرقي".
ومن المتوقع أن تستمر المناورة عدة أيام، حيث سيتم خلالها اختبار التنسيق بين القوات الجوية والبحرية والبرية، وفقا الأسطول الشمالي، الإثنين.
ويمتد الممر الشمالي الشرقي على طول الساحل الشمالي لروسيا، ونظرا لأن تغير المناخ يجعل الطريق الجليدي بين المحيطين الأطلسي والهادئ ممرا ملاحيا ذا جدوى بشكل متزايد، فقد نمت المياه في الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية.
وبالنسبة لروسيا، يعد الممر مهما من أجل التمكن من تصدير المواد الخام التي تنتجها البلاد في أقصى الشمال بسهولة أكبر، مثل الغاز الطبيعي، الذي يتم نقله في شكل مسال من شبه جزيرة يامال، في شمال غرب سيبيريا.
كما أنشأت موسكو وحدات متخصصة في القتال في القطب الشمالي منذ أكثر من 10 سنوات لتأكيد مطالبتها بالمنطقة القطبية.
العقيدة البحرية الروسية
وتعبر تلك المناورات عن العقيدة البحرية الروسية الجديدة التي أعلنتها في يوليو/تموز الماضي، والتي تستهدف من خلالها تعزيز مواقعها في منطقة القطب الشمالي اقتصاديًا وعسكريًا.
وتؤكد تلك العقيدة أن "القطب الشمالي بات منطقة منافسة دولية، ليس فقط اقتصاديا، ولكن أيضًا عسكريا".
ودعمت موسكو بها "تعزيز مواقعها الرئيسية في غزو القطب الشمالي واستكشافه"، وتحقيق "الاستقرار الاستراتيجي" في المنطقة من خلال تعزيز الإمكانات العسكرية لأسطولي روسيا في الشمال والمحيط الهادئ.
وإضافة إلى ذلك، قامت موسكو خلال السنوات الماضية ببناء 13 قاعدة جوية عسكرية جديدة بالمنطقة، بعضها في مواقع تعود للحقبة السوفياتية.
وزادت موسكو أيضا من الدوريات التي تجريها مقاتلات الميغ التي تحمل صواريخ اعتراضية، وقاذفات "تي يو 22 إم 3" التي تنطلق من القواعد الجوية في القطب الشمالي، كما طورت أنظمة دفاع جوي طويلة المدى من طراز إس 400 ومتوسطة المدى "إس إيه 17"، بهدف الدفاع عن قواعدها بالمنطقة.
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA==
جزيرة ام اند امز