إجراءات أمنية مشددة وأجواء "حرب باردة" تسبق انتخابات روسيا الأحد
الأمن الروسي رفع عدد قوة تأمين الانتخابات، فيما اتخذت موسكو تدابير انتقامية مما رأتها تدخلات غربية في الانتخابات والوضع الداخلي.
وسط أجواء الحرب الباردة بينها وبين الغرب، وتهديدات إرهابية في الداخل، تستعد روسيا بإجراءات مشددة، وغير مسبوقة، للانتخابات الرئاسية المقرر انطلاقها غدا الأحد.
- بوتين للناخبين: من يتهرب من التصويت لا يحق له نقد السياسات
- المرشحون الـ8 لعرش روسيا.. ما بين حالمين بالاتحاد السوفيتي أو الناتو
فقد رفعت وزارة الطوارئ الروسية، أمس الجمعة، عدد قوة تأمين الانتخابات من 17 ألفا من ضباط الشرطة وأفراد الحرس الوطني الاتحادي وشركات التأمين الخاصة والمتطوعين التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي، إلى نصف مليون فرد.
وقال المتحدث باسم الوزارة لوكالة "تاس" الروسية إن أكثر من 532 ألف ضابط من (النظام الموحد لإدارة الأزمات في روسيا) سيتولون مهمة التأمين، وأن خدمات الطوارئ في حالة تأهب قصوى منذ الجمعة.
وستقوم قوات الشرطة ومتخصصون بتفتيش ومعاينة مراكز الاقتراع والأماكن المحيطة بها باستخدام الكلاب المدربة، وبأجهزة تقنية متقدمة.
وتواجه روسيا تحديات أمنية مع زيادة العمليات الإرهابية التي استهدفتها على يد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في العام الأخير.
كما تخرج من آن لآخر حركات ومظاهرات احتجاجية يقودها منتمون لحركات ليبيرالية مقربة من الغرب، وترفض إعادة ترشح الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.
وفي هذا الاتجاه، حذرت لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد للبرلمان من زيادة حجم التمويل الخارجي المستخدم في إثارة مشاعر الاحتجاج في نفوس الروس، بحسب ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقالت اللجنة إنها رصدت زيادة هذا التمويل، ما أدى لزيادة أنشطة "المعارضة غير النظامية لتحريض الناخبين على عدم المشاركة في الانتخابات، إضافة لتلقي تلك الحركات المعارضة دورات دراسية خارج روسيا لمن يُطلق عليهم اسم "السياسيون الواعدون" في دول البلطيق والولايات المتحدة، وتحت إشراف مسؤولين من تلك الدول لنشر القلاقل داخل روسيا.
وفيما يخص العمليات الإرهابية، تزامن مع الاستعداد للانتخابات القبض على خلية نائمة من 4 عناصر تابعة لتنظيم داعش جنوب غرب موسكو، الثلاثاء الماضي.
ووفق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فإن زعيم الخلية تدرب في سوريا، ثم تم إرساله لتنفيذ هجمات في روسيا.
وفي ذات اليوم، أعلنت الأجهزة الأمنية تفكيك شبكة خاصة بنقل أنصار "داعش" من روسيا إلى سوريا والعراق، واعتقلت في هذا الصدد 60 أجنبيا.
تدابير جديدة وأخرى انتقامية
واتخذت روسيا تدابير جديدة في شأن مراقبة الانتخابات هذا العام، ومنها ما اتخذ شكلا انتقاميا من الغرب، عبر تقليل عدد الدعوات الموجهة للمراقبين من أوروبا والولايات المتحدة، مقابل التركيز على الدعوات الموجهة للآسيويين.
وبحسب ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة مجلس الدوما (مجلس النواب) للشؤون الدولية، فإن موسكو وجهت الدعوة لـ318 مراقبا أجنبيا.
وتوقعت وسائل إعلام روسية أن تتخذ موسكو إجراءات متشددة في تحجيم تحركات المراقبين الغربيين، ومنها احتمال عدم السماح لهم بالدخول إلى مراكز الاقتراع، وسيسمح لهم برصد ما يجري في التصويت عبر الأماكن التي بها شاشات للبث.
وقد تكون هناك مراقبة عبر كاميرات الفيديو وبث مباشر في شبكة الإنترنت، ولأول مرة ستكون كاميرات المراقبة منصوبة في المراكز الانتخابية التي تجمع فيها حصيلة التصويت.
وركزت روسيا هذه المرة على فسح المجال أمام الرقابة الشعبية للانتخابات، حيث تقدم أكثر من 150 ألف شخص بطلب للمراقبة.
الصمت الانتخابي
وبدأ اليوم السبت الصمت الانتخابي، والذي يستمر ليوم واحد، لمنح الناخبين فترة للتريث والتدبر في اختيار المرشحين دون ضغوط دعائية.
ويمنع خلال هذا اليوم أي دعاية انتخابية لأي من المرشحين عبر وسائل الإعلام والإنترنت، أو عقد المؤتمرات أو الندوات أو رفع الشعارات تأييدا لمرشح دون سواه، فيما يسمح بإبقاء الشعارات واللافتات الدعائية المعلقة سابقا، شرط ألا تكون على مسافة أقل من 50 مترا عن مراكز الاقتراع، بحسب ما نشره موقع "روسيا اليوم".
وبلغ عدد الناخبين في روسيا 109 ملايين، يستعد لاستقبالهم 96 ألف مركز انتخابي في 85 مقاطعة روسية داخل البلاد مترامية الأطراف.
الحرب الباردة
ووسط هذا التحفز الداخلي، أعلنت الخارجية الروسية، اليوم السبت، استدعاء السفير البريطاني لديها لوري بريستو، على خلفية الاتهامات التي توجهها لندن إلى موسكو بتسميم ضابط استخبارات روسي سابق في بريطانيا.
وقررت لندن فرض عقوبات على موسكو في هذا الصدد، من بينها ترحيل 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، وتضامنت مع بريطانيا في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا.
ويعتبر طرد بريطانيا لـ23 دبوماسيا روسيا أكبر عملية طرد من نوعها منذ الحرب الباردة.
في المقابل، نفت موسكو هذه الاتهامات، وردت اليوم السبت باتخاذ إجراءات عقابية مماثلة، وأعلنت طرد عدد مماثل 23 دبلوماسيا بريطانيا من أراضيها.
وأمس الجمعة قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن اقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية يسبب قلقا للكثيرين، خاصة أولئك الذين "لا يرتاحون لموقف بوتين في الدفاع عن مصالح روسيا".
وعُثر الأسبوع الماضي على سيرجي سكريبال (66 عاماً)، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقداً الوعي مع ابنته يوليا (33 عاماً)، على مقعد أمام مركز للتسوق في مدينة سالزبوري جنوب غرب المملكة المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA=
جزيرة ام اند امز