نيوزويك: لماذا صمتت روسيا على حظر ترامب؟
روسيا تلتزم الصمت حول قرار ترامب بحظر رعايا 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة
تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحظر رعايا 7 دول شرق أوسطية ذات أغلبية مسلمة، من دخول الولايات المتحدة، في إثارة غضب العديد من الحكومات داخل الشرق الأوسط وخارجه.
فمثلاً وصف وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الحظر بأنه "خاطئ ومسبب للخلاف"، فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن هذه السياسة ضد فكرة التعاون الدولي والمساعدة الدولية للاجئين، بينما علق وزير خارجية فرنسا، جان مارك أيرولت، أن الإرهاب ليس له جنسية، والعنصرية ليست الاستجابة المناسبة.
لكن دولة واحدة فقط، عادة ما يشار إليها أنها المستفيدة الأساسية من رئاسة ترامب، التزمت الصمت تماماً، وهي روسيا.
وعندما وجهت وكالة الأنباء الروسية الرسمية ريا نوفوستي سؤالاً إلى ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن خطوة ترامب المثيرة للجدل، كانت إجابته: "هذا ليس شأننا".
على الرغم من أن خطابات ترامب حول العديد من القضايا الدولية، مثل الصراع السوري، ورغبته في محاربة الإرهاب، أسعدت المسؤولين في موسكو، حسب قول مجلة نيوزويك الأمريكية، إلا أن الكرملين نأى بنفسه بعيداً عن التعليق على سياسة ترامب الجديدة.
فقط أشاد الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي المنتمي إلى اليمين المتطرف، بحظر ترامب في بيان إلى ريا نوفوستي، شددوا فيه على انتقادهم المعتاد للهجرة، لا على تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي.
وجاء في هذا البيان، الذي نشرته نيوزويك: "أي خطوة إضافية من دولة لأخرى تسهم في زيادة معدل الخطر.. إذا استمر المواطنون في العيش في بلادهم الخاصة، ولغتهم الخاصة، وثقافتهم الخاصة، بصفة دائمة، وجعل زيارتهم إلى الدول الأخرى لأغراض السياحة فقط، سيقل مستوى التوتر".
ووفقاً لألكسي مالاشينكو، الخبير في شؤون الإسلام في مركز كارنيجي مكتب موسكو، يعتمد نظام بوتين على الحلفاء المسلمين داخل وخارج روسيا، وهو ما يفسر صمته حول الأمر. مضيفاً "لأن بوتين يريد الحفاظ على العلاقات الجيدة مع جميع المسلمين.. يوجد في روسيا 20 مليون مسلم، لذلك يعد هذا مهم جداً".
والأمر ليس متعلقاً فقط بالمجتمعات الكبيرة ذات الأغلبية المسلمة مثل تتارستان ومناطق في شمال القوقاز، لكن وأيضا بالشركاء الدوليين المقربين جداً لروسيا مثل قازاخستان.
مالاشينكو تابع، أن بوتين في خضم بناء علاقة مع ترامب يمكن أن يسفر عنها إلغاء العقوبات الأمريكية على روسيا، لذلك فضل عدم إدانة قرار الرئيس الأمريكي المتعلق بالمسلمين. فهو لا يريد إهانة نظيره الأمريكي، حسب قول مالاشينكو.
نيوزويك لفتت إلى أن الصراعات الداخلية الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لروسيا في الوقت الحديث، نشأت أيضاً في شمال القوقاز، حيث قامت حركة مستقلة في التسعينيات بتطوير سلسلة جديدة من العنف الطائفي.
وعلى الرغم من خضوع الشيشان وداغستان وأنجوشيا للسيطرة الروسية الرسمية، إلا أنه يتم تقدير السلطة الدينية هناك إلى حد كبير.
هذا بالإضافة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط؛ حيث تحاول روسيا تأدية دور بارز، وتعد سوريا وإيران المدرجتان ضمن قائمة المحظورين الخاصة بترامب من حلفاء روسيا في الحرب الأهلية السورية، حسب المجلة.