روسيا وإيران.. هل بدأ الخلاف في سوريا؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب بانسحاب القوات الأجنبية المسلحة من الأراضي السورية، ومن بينها مليشيات إيران.
اعتبرت الدعوة التي أطلقتها روسيا مؤخرا بضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا بمثابة منعطف محتمل في تحالفها مع إيران رغم أن بعض المحللين يرون أن الشراكة بين البلدين ما زال أمامها طريق طويل.
وجاءت التكهنات حول خلاف محتمل بين موسكو وطهران في أعقاب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضي، بعد اجتماع مع نظيره السوري بشار الأسد في سوتشي.
وقال الرئيس بوتين إنه "مع بداية المرحلة الأكثر نشاطا من العملية السياسية، ستنسحب القوات الأجنبية المسلحة من الأراضي السورية". ولاحقا أكد مبعوث بوتين إلى سوريا إلكسندر لافرينتييف أن هذا الانسحاب يشمل إيران.
وأكد محللون أن بوتين عادة ما يختار كلماته بعناية، ما يعنى أنه يبعث برسالة بأن النزاع السوري يجب ألا يتحول إلى حرب أكثر دموية بين إيران وإسرائيل.
وأشار المحللون إلى أن تصريحات روسيا عن انسحاب القوات الأجنبية من سوريا هي رسالة إلى إيران بأن هناك حدودا لنفوذها في سوريا، لكنهم سيواجهون صعوبة كبيرة في تطبيق ذلك.
وشنت إسرائيل التي أقلقها تواجد عدد كبير من المليشيات الإيرانية في سوريا، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع إيرانية لدى جارتها في الأسابيع الأخيرة.
وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة موسكو ولقاء الرئيس بوتين 9 مايو/ آيار الماضي، ذلك في لقاء تصدره مناقشة خطر المليشيات الإيرانية في سوريا.
وقال نتنياهو للصحفيين بعد لقائه بوتين في موسكو، إنه استعرض معه "الممارسات العدوانية الإيرانية انطلاقا من الأراضي السورية"، مستبعدا في الوقت نفسه محاولة روسيا الحد من عمليات إسرائيل العسكرية ضد أهداف إيرانية في سوريا.
وفيما يبدو بمثابة تأكيد على حديث نتنياهو، كشفت وسائل إعلام روسية عن تعليق المفاوضات ما بين موسكو ودمشق حول شحنات نظام الدفاع الجوي من طراز "إس-300".
في المقابل، أعلنت إيران استمرار تواجد مليشياتها العسكرية في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، ذلك في اعتراف يكشف تغلغل الأخطبوط الإيراني بالأزمة السورية.
وتنتشر قواعد طهران العسكرية في مختلف أنحاء سوريا، إضافة إلى إرسال مليشيات محلية وأجنبية موالية لطهران يزيد عددها على 50 فصيلا فيما يتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفا، يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين لتنفيذ مخططات نظام الملالي التخريبية.
وتشير أرقام مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، قدرت الدعم العسكري الإيراني في سوريا بنحو 6 مليار دولار سنويا، في وقت يرزح فيه ملايين الإيرانيين تحت وطأة الفقر ما أدى إلى اندلاع انتفاضة غير مسبوقة في البلاد نهاية العام الماضي.
ويرى محللون أن هدف روسيا الآن هو البدء في عملية سياسية شاملة مع تراجع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، ما يعنى ضرورة وضع حد للنفوذ الإيراني المهدد لاستقرار الوضع في سوريا تمهيدا لإطلاق مثل هذه العملية، ما يعني المزيد من الضغط الروسي على طهران المرحلة القادمة.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg
جزيرة ام اند امز